واعلموا أن فضل الحج عظيم وأجره جزيل، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قا
ل “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”
وقال ابن حجر ” والحج المبرور هو الذي وفيت أحكامه.
ووقع على أكمل الوجوه، الخالي من الآثام والمحفوف بالصالحات والخيرات من الأعمال” وقال النووي رحمه الله “الحج المبرور هو الذي لم يخالطه إثم” وفي الصحيحين أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى اللهه عليه وسلم يقول ” من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه” أي رجع عاريا من الذنوب، ليس عليه ذنب ولا خطيئة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من طاف بالبيت أسبوعا، أي سبعة أشواط، فأحصاه، أي أتمه وأتى بشروطه وآدابه، كان كعتق رقبة، لا يرفع قدما ولا يضع أخرى إلا حطّ الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة” فيا أخي الكريم إذا انشرح صدرك وعزمت على الحج فأوصيك بهذه الوصايا السريعة هو الإخلاص لله وقصد وجه الله عز وجل بالحج، الإستخارة والإستشارة، فلا خاب من إستخار ولا ندم من إستشار.
وتعلم أحكام الحج والعمرة وما يتعلق بهما وكتب الأحكام متوفرة وميسورة بحمد الله، وتوفير المؤونة والإحتياجات لأهلك والوصية لهم بالتقوى، والتوبة إلى الله عز وجل من جميع الذنوب والمعاصي، ورد المظالم لأهلها وتحللُهم منها، وإختيار النفقة الحلال من الكسب الطيب، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وكذلك إختيار الرفقة الصالحة الذين يذكرونك إذا نسيت ويعلمونك إذا جهلت، وعليك بتوطين النفس على تحمل مشقة السفر ووعثائه، فإن بعض الناس يتأفف من الحر أو قلة الطعام أو طول الطريق أو الإزدحام، وكأنه خرج للنزهة والترفيه، فإياك أن تفسد حجك بالمن والأذى وضيق الصدر وإيذاء المسلمين، بل عليك بالرفق والسكينة، وكما ينبغي عليك إجتناب الذنوب والمعاصي بأنواعها والتحلي بغض البصر وحفظ اللسان والجوارح، فاتقوا الله يا عباد الله، واحذروا التفريط والتكاسل وإياكم أن تشغلكم الدنيا عن طاعة ربكم، فإن في ذلك الخسران المبين في الدنيا والآخرة.