
دكتور/زايد محمد مسير السليمان
خبير في القانون الدولي والعلاقات الدولية
إن المتتبع للوضع الحالي في سوريا يدرك تماما بأنها أصبحت على مفترق طرق يفرض على المتحكمين بزمام الوضع وإن كان مؤقتاً إختيار الطريق الصحيح وتوجيه البوصلة إلى مسارها الحقيقي الذي ينتظره السوريين بمختلف إنتمائاتهم.
لاشك بأن الوضع الحالي في سوريا يستوجب بناء أساس راسخ بين جميع أطياف السوريين يقوم على العدل والمساواة وبناء دولة القانون دون محاصصة سياسية أو طائفية أو عسكرية تعيد الوضع إلى ماكانت عليه سابقاً دون أي جديد إلا المسميات ، وهذا البناء الصحيح في هذه المرحلة المفصلية سيكون نقطة الفصل والأساس لبناء سوريا الجديدة التي يطمح إليها جميع السوريين .
من الأهمية بمكان التأكيد على أن تجاوز الوضع الذي كانت عليه سوريا ، وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفردية والطائفية سيكون هو الطريق الأفضل والأمثل لبناء دولة نموذجية تستعيد من خلاله أبنائها المهجرين لتحتضنهم على أرضها مجددا متشاركين مع إخوتهم المتواجدين على أرض الوطن الجريح إعادة بناء سوريا الجديدة لتأخذ دورها الريادي الذي يليق بها سياسيا واقتصاديا و سياحيا على المستوى العربي والإقليمي والدولي ، ولاشك بأن وقوف الأشقاء العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت ومصر إلى جانب سوريا في وضعها الحالي وفي هذه المرحلة المفصلية سيكون له الدور الهام والفعال لعودة سوريا إلى حاضنتها العربية ، وإعادة التوازن الإقليمي والسياسي بعد توسع النفوذ التركي ، وتحقيق السلام والإستقرار ليس لسوريا وشعبها فقط وإنما لمحيطها العربي والإقليمي ، وهو الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على المنطقة والعالم