أن هذا الحدث المهم، يمثل لحظة فارقة في مسيرة التنمية الاقتصادية لمصر،
إذ يجسد التزام الحكومة المصرية وشركائها الدوليين بالعمل الجاد
والمستمر لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي،
لذا أهنئ الحكومة المصرية على إعداد هذه الاستراتيجية الشاملة لتمويل التنمية،
التي تعكس رؤية واضحة لمستقبل اقتصادي أكثر استدامة ونموًا.
وأضاف أن إعداد استراتيجية تمويلية متكاملة،
بمثابة حجر الأساس لتحقيق الأهداف التنموية التي تسعى إليها مصر في مختلف القطاعات،
حيث يمثل تمويل التنمية أداة حيوية تُمكّن الحكومات من اتخاذ قرارات دقيقة،
وتحقيق التوازن بين الموارد المتاحة والاحتياجات التنموية،
وتعزيز التنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة،
وتحقيق أعلى مستويات الشفافية والمساءلة.
وأكد على العديد من العوامل لنجاح تنفيذ الاستراتيجية،
أولها دمج الاستراتيجية التمويلية في إطار اقتصاد كلي قوي ومستدام،
وربط الاستراتيجية التمويلية بالسياسات الحكومية
لتحقيق أقصى كفاءة ممكنة في استخدام الموارد،
وتعزيز كفاءة الإنفاق الحكومي وزيادة الإيرادات من خلال سياسات مالية وإدارية أكثر تطورًا،
وكذلك استخدام التعاون الدولي والشراكات العالمية في دعم تنفيذ الاستراتيجية.
وأكد على التزام مجموعة البنك الدولي، عبر أذرعه المختلفة،
بتقديم الدعم للحكومة المصرية في تنفيذ هذه الاستراتيجية
من خلال حشد رأس المال الخاص،
وتقديم التمويل الميسر، وتبادل الخبرات الدولية.
المملكة الإسبانية
في ذات السياق، ذكر السفير ألبارو إيرانثو، سفير المملكة الإسبانية لدى مصر،
أن إسبانيا تولي اهتمامًا كبيرًا بدعم الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل في مصر،
حيث تمثل أداة أساسية للحوكمة الفعالة والمسئولية الشاملة لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.
وأوضح أن المملكة الإسبانية شريك استراتيجي لمصر والأمم المتحدة،
وتسهم بفعالية في صندوق الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة،
وبينما يترقب العالم انعقاد المنتدى الدولي الرابع لتمويل التنمية في يونيو المقبل بإشبيلية،
فإنني أؤكد على أهمية الأطر الوطنية المتكاملة للتمويل،
وضرورة تعزيز التزامنا تجاه أجندة تمويل التنمية
لبناء مجتمعات أكثر استقرارًا وازدهارًا وشمولًا.
وأكد على أهمية أطر التمويل المتكاملة،
التي تعد أداة تخطيط وتنفيذ تساعد الدول في تعزيز عمليات التخطيط الوطنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة،
مشيرًا إلى أنه بعد 10 سنوات من مؤتمر أديس أبابا، تستضيف إسبانيا المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية،
الذي من المقرر أن يُرسي أسسًا جديدة لتمويل التنمية العالمية.
الوكالة الفرنسية للتنمية
من جانبها أوضح السيدة/ كليمنس فيدال دي لا بلاش، الممثل القطري للوكالة الفرنسية للتنمية في مصر،
إن الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل في مصر،
إلى جانب الاستراتيجيات الأخرى،
تمثل محفزًا رئيسيًا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة،
حيث تقدم مصر من خلال تلك الاستراتيجية نموذجًا للتمويل المستدام،
مؤكدة على التزام الوكالة الفرنسية للتنمية بالعمل جنبًا إلى جنب مع شركائنا لتسريع التكامل بين القطاعين الحكومي والخاص،
وابتكار الحلول للتمويل المختلط لتسريع وتيرة التنمية، انطلاقًا من خبراتنا
في مجال تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ودعم المزارعين،
والاستثمار في قطاعات الاقتصاد الدائري، والتحول الأخضر.
وأشارت إلى مساهمات الوكالة الفرنسية للتنمية في مصر
وكذلك على المستوى الدولي لتشجيع مصادر التمويل المبتكرة،
حيث تسهم الوكالة في إتاحة التمويل الميسر للبنوك العامة
لتمويل المشروعات المتوافقة مع أهداف التنمية المستدامة،
وتوفير حوافز استثمارية لدعم المشاريع الرائدة في مجالات المناخ والمساواة بين الجنسين،
بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، وموضحة أن الوكالة ملتزمة بدعم الاستراتيجية الوطنية للتمويل في مصر،
سواء عبر تقديم الابتكارات المالية أو من خلال تبادل المعرفة والتجارب الدولية.
الخبير الدولي بيتر ميدلبروك
وقال السيد/ بيتر ميدلبروك، الخبير الدولي في مجال إعداد أطر التمويل،
إن العالم يمر في الوقت الحالي بتحولات جذرية في النظم الاقتصادية والمالية،
ونشهد واقع عالمي متغير يحتم علينا إعادة النظر في استراتيجياتنا وسياساتنا بطريقة شاملة وعميقة،
موضحًا أن الأسواق المالية لم تعد تعتمد فقط على المعاملات النقدية التقليدية،
بل انتشرت الأدوات المالية المعقدة،
مثل العقود الآجلة والمشتقات المالية،
موضحة أن السؤال الأهم إلى جانب كيفية تحقيق الاستقرار المالي،
هو كيف يمكننا توجيه هذه الأدوات المالية المعقدة لخدمة التنمية المستدامة وإحداث تأثير إيجابي في المجتمعات.
وأشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل التي أطلقتها مصر،
تجمع بين الوعي بالمخاطر المحيطة على مستوى العالم،
وكيفية اقتناص الفرص وتحويلها إلى مكاسب، من أجل الحماية من التقلبات،
كما أنها ليست مجرد وثيقة سياسات،
بل هي نداء للعمل وتعكس رؤية واضحة لمستقبل مشرق قائم على الابتكار والتطوير، مؤكدًا في ذات الوقت على أهمية العنصر البشري في تنفيذ أي استراتيجية.
وأوضح أن تقلبات الاقتصاد العالمي تحتم على مختلف الدول أن تبني نماذج اقتصادية قادرة على التكيف مع الواقع المتغير، وأن تتبنى حلولًا مبتكرة تستند إلى فهم عميق لمتغيرات العصر. وتابع “من خلال تجربتي بالمشاركة في إعداد العديد من الاستراتيجيات في مختلف أنحاء العالم، أود أن أؤكد أن التحدي الحقيقي فيما يتعلق باستراتيجيات التمويل هو كيف يمكن دمجها في رؤية الدولة واستراتيجيتها للتنمية، بحيث تحقق الأهداف المرجوة بأعلى قدر من الكفاءة والفعالية”.
وأضاف أن الموازنات الحكومية لم تعد وحدها كافية لتمويل التنمية، بل يجب علينا البحث عن مصادر تمويل إضافية، والاستفادة من رأس المال المتاح لتحقيق أثر أكبر بأقل تكلفة، والتركيز على الابتكار وإنتاج المعرفة، لأنهما المفتاح الحقيقي لتحقيق التنمية المستدامة.