مقالات وآراء

 “التربية”قبل العلم احيانا

 

بقلم:سيد يوسف

 

سلطت حادثة طالبة مدرسة التجمع الضوء على التحديات السلوكية والنفسية في المدارس الدولية والتى كنا فى غطاء عنها.  

فقد كانت هذه المدارس فى عزلة ولم نكن نعلم شيئا عن نوعية التعليم الذى تقدمه لطلابها فضلا عن سلوك وأخلاقيات ابنائها من الطلبة والطالبات وتفاعلهم معا خلف أسوارها.  

وعلى الرغم من ان هناك مشاجرات تحدث بصفة يومية بالمدارس الحكومية والخاصة على حد سواء إلا ان حادثة طالبة التجمع كان بمثابة الصاعقة التى كشفت عن خلل واضح في إدارة السلوك الطلابي وغياب الإرشاد النفسي والاجتماعي في تلك المؤسسات التعليمية.  

وازاحت الستار عن غياب دور الأسرة التربوى نتيجة أنشغال الأباء والأمهات بما هو أكثر أهمية من تربية أبنائهم وهو انصرافهم لجمع المال للحفاظ على الوجاهة الإجتماعية الزائفة.  

وبمقارنة التعليم فى الماضى والتعليم حاليا سنجد انه كان مغلفا بالتربية وغرس القيم الأخلاقية وزرع روح المحبة والرحمة والتأخى بين الطلاب والطالبات بالمدارس.

ولم نكن نسمع عن مدرس يصفع طالبا او يضرب طالبة ويسبب لها عاهة مستديمة مثلما تداولت بعض مقاطع الفيديو عبر وسائل التواصل الإجتماعى مؤخرا.

ولم تكن رسالة المعلم تقتصر على شرح منهجا او توصيل معلومة وانما بناء شخصية وكيان قادر على نبذ ومواجهة الأفكار السلبية.  

لم نكن نعرف فى الماضى مصطلح “تعليم دولى”ولم نكن بحاجة إليه فقد كان التعليم مكملا لدور الأسرة الأخلاقى والدينى ومع غياب هذا الدور نتيجة الظروف الإقتصادية الصعبة وإضطرار الأب والأم للعمل لتلبية إحتياجات أبنائهم أصبح هناك حاجة ملحة لجهة خارجية لتقويم سلوك الأبناء وإرشادهم وتقديم يد العون والنصح لهم.

لذا يجب ان يتكاتف رجال الدين الإسلامى والمسيحى معا وتخصيص محاضرات أسبوعية تركز على الأخلاق والقيم والمحبة وإبراز القدوة بما يساهم فى إعادة القيم المجتمعية والدينية المفقودة.

ولعل تجاهل العديد من المدارس للصحة النفسية التى تلعب دورًا حيويًا في تكوين شخصية الطالب،مع غياب وحدات الإرشاد النفسي أدى الى تراكم مشاعر سلبية عند الطلاب، ما يدفع بعضهم للتصرف بعنف أو بتنمر على زملائهم، لافتًا في هذه الواقعة.

ان جلسات الدعم النفسي والإرشاد السلوكي للطلاب كان من الممكن ان تجنبهم مثل هذه الأفعال، لو كانت مفعّلة بشكل كافٍ.

دمتم فى رعاية الله وحفظه 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock