ناس من كل شارع وقرية ومدينة، شباب وكبار، ستات ورجالة،
نزلوا علشان يقولوا إنهم مش مرتاحين،
وإن البلد محتاجة طريق تاني يمشي بيها لقدام.
في اليوم ده، الميادين اتملت، مش بس رفضاً لحكم معين،
لكن كمان علشان ناس كتير كانت خايفة على بلدها،
وحاسّة إن في حاجة غلط بتحصل،
وإن اللي جاي ممكن يكون أخطر. الناس نزلت تدور على الأمان،
وعلى دولة تحس بيهم، مش على شعارات وخطابات.
ونجد هناك من رأى فيها استرداداً للدولة من تيارات اختزلت الوطن في فصيل،
وهناك من اعتبرها فصلاً من فصول الانقسام الوطني.
وهناك من آمن بها كصحوة،
ومن رفضها كنكسة. لكن الجميع،
على اختلاف مواقفهم،
اتفقوا ولو دون قصد على أن لحظة 30 يونيو كانت فاصلة.
والسؤال الذى يطرح نفسه ليه 30 يونيو مهم؟
لأنه كان لحظة فاصلة هناك ناس شايفة إنه أنقذ البلد من الضياع،
وناس تانية شايفة إنه كمل على حلم ما اكتملش.
لكن الكل متفق على إن اليوم ده غير شكل السياسة في مصر،
وفتح صفحة جديدة، يمكن ما كانتش سهلة، بس كانت ضرورية.
وبعد السنين دي كلها إحنا فين؟
البلد واجهت تحديات كتير، من إرهاب لضغوط اقتصادية، ومن تغييرات في العالم حوالينا،
لظروف صعبة في الداخل. بس في وسط كل ده،
لسه في ناس بتحلم، وبتشتغل، وبتحاول تخلي بكرة أحسن.
مش لازم الاحتفال بـ30 يونيو مش لازم يكون بس بالطبول والأعلام
ممكن يكون بتفكير هادي: إحنا وصلنا لإيه؟ وإزاي نكمل؟ ومين لسه حاسس إن صوته مسموع؟ لأن الثورة الحقيقية مش بس اللي بتحصل في الميدان، لكن كمان اللي بتحصل جوانا، في فكرنا واختياراتنا.
وفي النهاية 30 يونيو فضل علامة في تاريخ مصر. يوم الناس قالت لأ، واختارت طريق مختلف. واللي حصل بعد كده هو جزء من قصة بلد، لسه بتتكتب كل يوم.