عربي وعالمي

تفاصيل جديدة عن مذبحة السويد.. 11 قتيلاً وانتحار المهاجم

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

كشفت السلطات السويدية، اليوم الخميس، تفاصيل جديدة حول المذبحة التي وقعت داخل مركز تعليمي للبالغين في مدينة أوريبرو، وأوقعت 11 قتيلًا و6 جرحى. 

وأفادت الشرطة والصحافة في السويد، اليوم الخميس، أنّ المسلّح الذي أطلق النار داخل المركز التعليمي كان مدجّجًا بالسلاح، مشيرة إلى أنّه كان يعاني من اضطرابات نفسية، ويعيش منعزلًا عن محيطه لسنوات، وضحاياه من جنسيات عدّة.

 

العثور على ثلاث بنادق بجوار المهاجم 

وأعلن متحدث باسم الشرطة السويدية، لوكالة «فرانس برس»، أنّه تمّ العثور بجانب جثة المهاجم على ثلاث بنادق في المركز التعليمي، حيث وقعت أسوأ عملية قتل جماعي في تاريخ البلاد. ورجّحت الشرطة أن يكون المهاجم قد تصرّف بمفرده وانتحر بعد فعلته. 

وبحسب الشرطة، فإنّ تحقيقاتها أفادت بأنّ المهاجم كان لديه ترخيص لحيازة أربع بنادق صيد، مرجحة أن يكون قد زار المركز التعليمي سابقًا.

 

تفاصيل المذبحة في أوريبرو 

والخميس، قال المسؤول في الشرطة، لارس ويرين، في مؤتمر صحفي، إنّ عناصر الأمن الذين هرعوا إلى مكان المأساة عصر يوم الثلاثاء الماضي، تحدثوا عن ما يمكن وصفه بـ«الجحيم»: «قتلى، صراخ، ودخان». 

وأوضح أنّ طلائع وحدات الشرطة وصلت إلى موقع إطلاق النار بعد خمس دقائق من تلقّيها أول إخطار بوقوع الهجوم في الساعة 12:33 (11:33 ت.غ)، وبعد خمس دقائق أخرى، وصلت أولى وحدات التدخّل المتخصّصة. 

وأضاف أنّ عناصر هذه الوحدات أجروا عملية بحث طويلة في المبنى الذي امتلأ جزئيًا بالدخان، مشيرًا إلى أنّ عملية البحث انتهت بعد نحو ساعة، عندما تمّ العثور على مطلق النار «ميتًا مع العديد من الأسلحة بجانبه».

 

 

هوية المهاجم ودوافعه 

من جهتها، تحدّثت الضابطة في الشرطة، المسؤولة عن التحقيق، آنا بيرغكفيست، عن هجوم مروّع. وقالت للصحفيين: «لقد عثر الفنيون على عشرة مخازن رصاص فارغة داخل المبنى، كما عثروا على عدد كبير من أغلفة الرصاص». 

وأضافت: «كان هناك قدر لا يُصدّق من الطلقات النارية في الداخل، حتى أنّه كان لديه بعض الذخيرة المتبقية التي لم يستخدمها». 

ولم تنشر الشرطة اسم المهاجم، لكنّ الصحافة السويدية قالت إنّه يدعى ريكارد أندرسون، ويبلغ من العمر 35 عامًا. 

وقالت الضابطة بيرغكفيست: «نعتقد أنّنا نعرف هوية الجاني، لكنّنا لن نؤكّد أيّ معلومة من هذا النوع حتى نتلقّى نتائج عيّنات الحمض النووي التي أرسلناها إلى وكالة الطب الشرعي». 

وبحسب الصحافة السويدية، فإنّ المهاجم كان يعيش منعزلًا ويعاني من مشاكل نفسية. ونقلت صحيفتا «أفتونبلاديت» و«إكسبرسن» عن أقارب المهاجم أنّه أصبح عاطلًا عن العمل ومنعزلًا عن عائلته وأصدقائه. 

وبحسب صحيفة «أفتونبلاديت»، فقد أخفى المهاجم أسلحته في حقيبة غيتار، وغيّر ملابسه في دورات المياه بالمركز التعليمي، حيث ارتدى زيًّا عسكريًا قبل أن يبدأ بإطلاق النار.

 

سوف تغادرون أوروبا 

بثّت قناة «تي في 4» التلفزيونية مقطع فيديو صوّره طالب بينما كان يختبئ في دورة المياه، ويمكن في هذا الفيديو سماع طلقات نارية في الخارج. وبعد عزل الصوت، سُمع شخص يصرخ: «سوف تغادرون أوروبا!». 

وبحسب القناة، فإنّ المركز التعليمي يقدّم دروسًا في اللغة السويدية للمهاجرين. ولا تزال الشرطة تعمل على تحديد دوافع إطلاق النار. 

ولم يكن المهاجم معروفًا لدى الشرطة، ولم تكن له أيّ صلة بأيّ عصابة، في وقت تشهد فيه السويد في السنوات الأخيرة أعمال عنف بين عصابات إجرامية متنافسة.

 

السويد في حالة حداد 

وهذا الهجوم، الذي وصفه رئيس الوزراء أولف كريسترسون بأنّه «أسوأ عملية قتل جماعي في تاريخ السويد»، أثار صدمة في البلاد. وأسفر عن 11 قتيلًا، أحدهم مطلق النار، و6 جرحى، خمسة منهم إصاباتهم خطرة. 

وزار الملك كارل السادس عشر غوستاف والملكة سيلفيا، بالإضافة إلى رئيس الوزراء، مدينة أوريبرو عصر الأربعاء، ووضعوا إكليلًا من الزهور قرب موقع المذبحة. 

وقال الملك إنّه والملكة «مصدومان للغاية»، مضيفًا: «السويد بأسرها في حالة حداد». 

وفي هذا المكان، يستمر توافد الجمهور للوقوف دقيقة صمت، وترك ملاحظات، وزهور، وإضاءة شموع. وترك أحد الزائرين ورقة بين زهور التوليب والورود والأقحوان المتناثرة في المكان، كتب عليها: «هناك أيضًا الكثير من الحبّ في العالم. قد يكون من السهل أن ننسى هذا الأمر بعد فعل شنيع كهذا».

 

حالة الضحايا 

ومن بين زوار الموقع مارغريتا، وهي متقاعدة تبلغ 68 عامًا، أتت لتضع شمعة على الأرض وسط البرد.

وارتدت هذه المرأة معطفًا أسود وقبعة، ووضعت نظارة شمسية، بينما راحت تحت شمس الشتاء تصف مشاعر الرعب التي انتابتها بسبب هذه المذبحة.

وقالت لوكالة فرانس برس: «هذا أمر غير مفهوم، لست مندهشة، لكنه غير مفهوم». 

وأضافت: «هناك الكثير من حوادث إطلاق النار والانفجارات، حتى أنها أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية الآن، للأسف». 

ولم يتمّ التعرّف على جميع الضحايا حتى الآن. 

نُقل إثر الواقعة 6 أشخاص، جميعهم بالغون، إلى المستشفى مصابين بجروح ناجمة عن طلقات نارية.

 وقالت هيئة الصحة في المنطقة، يوم الأربعاء، إنّ 5 من هؤلاء الجرحى، وهم رجلان وثلاث نساء، خضعوا لعمليات جراحية، وحالتهم «خطرة لكن مستقرة». أما الجريحة السادسة، فإصابتها طفيفة. 

وأوضحت الضابطة بيرغكفيست، لوكالة فرانس برس، أنّ الضحايا من جنسيات وأعمار مختلفة. 

من جهتها، قالت السفارة السورية في ستوكهولم إنّها «تتقدّم بأصدق المواساة إلى أسر الضحايا، ومنهم مواطنون سوريون أعزاء» لم تحدّد عددهم. 

بدورها، أعلنت البوسنة أنّ في عداد ضحايا الهجوم اثنين من رعاياها، أحدهم قتل، والآخر أصيب بجروح. ولم يتمّ التعرف على جميع الضحايا حتى الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock