

في زمن طغى فيه السطح على العمق، باتت حياة الناس الخاصة –وخاصة المشاهير– سلعة تُباع وتشترى في سوق الإعلام، بلا رادع أخلاقي ولا وازع مهني.
وكأن الكاميرات وميكروفونات البرامج لا تعرف طريقًا إلا إلى غرف النوم وأروقة الخلافات الزوجية!
لماذا هذا الإصرار على تشويه مفهوم الإعلام؟
هل أصبح نشر الفضائح والتفتيش في خصوصيات البيوت أهم من معالجة قضايا الوطن؟
وهل الشهرة تعني التنازل عن الحق في الخصوصية؟
نحن بحاجة إلى صحافة مسؤولة، لا تمارس الابتزاز العاطفي، ولا تجعل من مشاكل الآخرين مادة للترفيه.
الخصوصية حق إنساني، وليست ملكًا للجمهور والمشاهير ليسوا عرضةً دائمة للتهشيم العلني، بل لهم حياتهم التي يجب احترامها.
أطالب بفرض قوانين حازمة تمنع تداول الأخبار التي تمس الحياة الخاصة، وتعيد للإعلام هيبته، وللمجتمع وعيه.
الإعلام ليس مرآة للفضائح، بل نافذة للوعي والتغيير.