اليوم الذكرى 75 على رحيل الشيخ محمد رفعت ..حكاية صوت لا ينسى
هناء الصغير
ودّعت الأمة الإسلامية في يوم 9 مايو 1950، الشيخ محمد رفعت، صاحب الصوت الملائكي،
الذي رحل عن الدنيا في نفس يوم مولده، ونعته الإذاعة المصرية بكلمات
مؤثرة: «أيها المسلمون.. فقدنا اليوم علمًا من أعلام الإسلام»، فيما قالت الإذاعة السورية
على لسان مفتيها، «لقد مات المقرئ الذي وهب صوته للإسلام».
من أكثر اللحظات التي تركت أثرًا بالغًا في حياة الشيخ، تلك التي وقعت عام 1942،
أثناء تلاوته لسورة الكهف، حين شعر فجأة بغصة في حلقه واحتباس في صوته، فبكى
وأبكى الحاضرين، كانت هذه اللحظة إيذانًا بانتهاء مسيرته مع التلاوة،
بعد اكتشاف إصابته بسرطان الحنجرة.
وبرغم العروض التي تلقاها للعلاج من كبار الشخصيات، رفض قائلًا: «قارئ القرآن لا يُهان».
وفى تصريحات خاصة في وقت سابق، قالت حفيدته هناء رفعت: «عندما ولد الشيخ
كان والده شديد الفرح به لجماله وبراءة ملامحه، أصيب بالرمد فى سن مبكرة ونتيجة
لعدم تشخيصه بشكل سليم فقد بصره، واتجه والده لتحفيظه القرآن الكريم وقد أتمه فى سن
صغيرة، ودرس التجويد والقراءات وغيرها من علوم القرآن وحفظه بطرق مختلفة،
ثم بدأ فى دراسة علم المقامات الموسيقية وعلوم التفسير فى مسجد فاضل
باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب بالقاهرة».
وعن مرضه الي تسبب في وفاته تتابع «هناء»: «فى عام 1942 وحينما كان جدى يتلو سورة الكهف، شعر بغصة فى حلقة واحتباس فى صوته فشعر بالانكسار وحاول أن يكمل القراءة إلا أنه لم يستطع وبكى وأبكى من حوله، ليتوقف الشيخ رفعت عن تلاوة القرآن الكريم لإصابته بمرض سرطان الحنجرة الذى كان يعرف حينها (بمرض الزغطة)، ورفض أى مساعدات عرضت عليه من كبار الشخصيات ورؤساء الدول لعلاجه، وقال لهم.. قارئ القرآن لا يهان.. ليرحل عن عالمنا فى نفس يوم مولده عام 1950، تاركا خلفا إرثا من التلاوات النادرة التى ظهرت مؤخرا بعد 75 عاما على وفاته»