كتبت منى توفيق
كشفت صحيفة التايمز البريطانية أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عبّر خلال جولته الأخيرة في منطقة الخليج عن قلقه “الحقيقي” تجاه الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن موقفه من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات أكثر تشددًا، وسط تزايد الانتقادات الدولية لطريقة إدارة الحرب في القطاع.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية تحدثت للصحيفة، فإن ترامب، الذي يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، أبدى خلال لقاءاته مع قادة خليجيين انزعاجه من استمرار معاناة المدنيين في غزة، قائلاً إن “الصور القادمة من القطاع لا يمكن تجاهلها”، مضيفًا أن “الضرر الذي يلحق بصورة إسرائيل على الساحة الدولية سيكون مكلفًا للجميع، بما في ذلك للولايات المتحدة”.
نفاد الصبر
وأشارت الصحيفة إلى أن صبر ترامب على نتنياهو “قد نفد فعليًا”، خاصة في ظل تعثر الجهود لوقف إطلاق النار واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، رغم الضغوط الأميركية المتزايدة.
ونقلت التايمز عن أحد مساعدي ترامب السابقين أن الأخير “لم يكن يومًا من المعجبين بنتنياهو”، وأن العلاقة بين الرجلين توترت منذ أن بادر نتنياهو بالترحيب السريع بفوز جو بايدن في انتخابات 2020، وهو ما اعتبره ترامب “خيانة شخصية”.
تحوّل في النبرة
ويعكس هذا الموقف تحولًا ملحوظًا في خطاب ترامب تجاه إسرائيل، إذ كان يُنظر إليه خلال فترة رئاسته باعتباره من أكثر الرؤساء الأميركيين دعمًا لحكومة اليمين الإسرائيلي. فقد اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها، كما دعم ضم الجولان السوري المحتل.
لكن يبدو أن الحسابات الانتخابية والديناميكيات الإقليمية الجديدة تلعب دورًا في إعادة تشكيل موقفه، وفق تحليل الصحيفة، التي لفتت إلى أن ترامب “يسعى إلى الظهور بصورة رجل الدولة المتوازن الذي يمكنه إعادة الاستقرار إلى المنطقة، وليس فقط منح شيك على بياض لإسرائيل”.
موقف انتخابي؟
ورجحت التايمز أن يكون لتغير النبرة علاقة بالتنافس المتوقع في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، إذ يسعى ترامب إلى كسب أصوات الناخبين المتأثرين بالصراع في غزة، وخاصة من الجاليات العربية والمسلمة، فضلًا عن الأصوات المعتدلة والديمقراطية المتعاطفة مع الفلسطينيين.
ضغوط خليجية
من جهة أخرى، كشفت الصحيفة أن بعض القادة الخليجيين نقلوا لترامب خلال اجتماعاته “انزعاجًا بالغًا من تصرفات حكومة نتنياهو”، محذرين من أن استمرار الحرب بهذه الوتيرة “سيؤثر سلبًا على مساعي التطبيع وعلى الاستقرار في المنطقة”. وأضافت أن تلك الرسائل “لم تمر دون أثر” على ترامب، الذي عبّر عن رغبته في إنهاء الصراع “بطريقة تحفظ ماء وجه الجميع”.
