
شيماء محمود امين
لم تكن تريد الكثير. فقط أن تستيقظ ذات صباح، دون أن ترى وجه اليوم شبيهًا بأمس، ودون أن تسمع في ذهنها ذلك الصوت المتكرر: “كل شيء كما هو.”
كانت غرفتها شاهدة على كل شيء: دموعها التي سقطت دون ضجيج، أمنياتها المبعثرة فوق الوسادة، وتنهيدة طويلة تُرافق كل ليلةٍ فارغة. لم تكن تريد أن تفتح عينيها لترى الأثاث نفسه، الجدران نفسها، وحتى هي… بالشكل ذاته، الوجع ذاته، النظرة التي لا تُبشّر بأيّ ضوء.
“أريد أن أغيّر عالمي…” همست لنفسها، ليس العالم بأكمله، فقط ذلك الركن في قلبها الذي أصبح ضيقًا من الأحلام المؤجّلة، من المحاولات التي لا تصل، من الخيبات التي تتنكر كل مرّة في ثوب جديد.
تمنّت أن تحصل على استراحة. لا من أجل معركة شرسة، بل من أجل بقائها فقط. من أجل أن تُعيد ترتيب أنفاسها، أن ترى لونًا جديدًا على نافذتها، أن يمرّ يوم دون أن تُجبر نفسها على التماسك.
قالت لنفسها:
“أريد أن أركض، أن أركض بحرية، بلا جدران تسدّ طريقي، بلا أصوات تُخبرني أنني لا أستطيع. أريد فقط أن أكون… حرّة.”
وفي تلك اللحظة، لم تعد تبحث عن المعجزات، بل عن لمسة دفء، عن لحظة صدق بينها وبين نفسها، عن بداية صغيرة تشبه الأمل، تخرج من تحت الركام، وتشير لها أن الحياة قد تمنحها يومًا مختلفًا… فقط إن بقيت تحاول