متابعة / محمد نجم الدين وهبي
حذر الأزهر الشريف، الجمعة، من تداعيات الهجوم على المحكمة الجنائية الدولية، داعيا إلى تمكينها من مهامها واحترام عملها، والتي لعبت دورًا مهمًّا في فضح انتهاكات العدوان على غزة.
كما حذِّر الأزهر الشريف من تداعيات الهجوم على المؤسسات الدولية بشكل عام لا سيما وأنها تقوم بدورٍ مهمٍّ في حفظ الأمن والسلام الدوليين.
كما شدد الأزهر الشريف في بيانه على خطورة التلميح بفرض عقوبات على المحكمة الدولية ومحاولة إعاقتها عن أداء مهامها.
وجاء في بيان للأزهر الشريف «يحذر الأزهر من تداعيات هذه القرارات الخطيرة على فقدان الثقة في المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي، وإضعاف النظام العالمي بمؤسسات ودساتيره، وسيادة نظام جديد تحكمه عوامل القوة وهيمنة السيطرة على السلطة والسلاح، وتحويل العالم إلى غابة يأكل القوي فيها حقوق الضعفاء والمستضعفين».
وطالب الأزهر بالتوقف عن إصدار هذه التصريحات والقرارات المتخبطة، ووضع حد للتهديد بوقف التمويل ووقف العمل كتهديد مستمر للمؤسسات الدولية من أجل الضغط عليها لتغيير مواقفها وتبني مواقف غير عادلة، وضرورة التزام كل الدول بما تصدره هذه المؤسسات من قرارات، والعمل على صون نزاهتها، وعدم التدخل في شؤون عملها.
المحكمة الجنائية الدولية
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب إصدارها مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش السابق.
وكان قرار ترمب ردا على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي بحق نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة. والولايات المتحدة وإسرائيل ليستا عضوين في المحكمة ولا تعترفان بسلطتها.
ندّدت رئيسة الجنائية الدولية توموكو أكانيه، اليوم الجمعة، بالعقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على المحكمة ورأت فيها «هجوما خطرا» على النظام العالمي.
وأصدر البيت الأبيض، أمس الخميس، أمرًا تنفيذيًّا ضد المحكمة، ردًّا على ما وصفه بـ«الإجراءات غير المشروعة التي لا أساس لها والتي تستهدف أميركا وحليفتها الوثيقة إسرائيل».
رد على ترمب
وبحسب فرانس برس، قالت رئيسة الجنائية الدولية في بيان، إنّ «مثل هكذا تهديدات وتدابير قسرية تشكّل هجمات خطرة على الدول الأطراف في المحكمة، وعلى النظام العالمي القائم على سيادة القانون، وعلى ملايين الضحايا».
ودعت المحكمة الدول الأعضاء إلى الوقوف في وجه العقوبات التي فرضها ترمب ووصفت هذه الخطوة بأنها محاولة للإضرار بمحكمة عالمية لا غنى عنها لإقامة العدالة وحماية أرواح الملايين من الأبرياء.
وسرعان ما حظيت المحكمة الجنائية الدولية المتعثرة بدعم في أوروبا من حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، بحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية.
وقال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، الذي يرأس قمم زعماء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين، إن «فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية يهدد استقلال المحكمة ويقوض نظام العدالة الجنائية الدولي ككل».
من جهتها، تدخلت فرنسا على الفور وقالت إنها «ستحشد الجهود لضمان أن تتمكن المحكمة من مواصلة أداء مهمتها بطريقة محايدة ومستقلة»، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان.
وأكدت ألمانيا إنها ستنتظر تأثير العقوبات الأميركية، مشيرة في الوقت نفسه إلى مكان تعاطفها.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك «إن الدفاع عن القانون الدولي والمحكمة الجنائية الدولية يصب في مصلحتنا الأمنية القصوى».
وأدانت هولندا، التي تستضيف المحكمة، قرار ترمب، وقال وزير الخارجية كاسبر فيلدكامب في بيان: «تأسف هولندا على الأمر التنفيذي الذي يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية. إن عمل المحكمة ضروري في مكافحة الإفلات من العقاب».
