كتبت مرفت عبد القادر
تصدرت غرينلاند وهى جزيرة عملاقة ذاتية الحكم تابعة لدولة الدنمارك عناوين الأخبار فى الأسابيع الأخيرة والسبب هو الرئيس الأميركى المقبل دونالد ترامب.
وتصدر رئيس وزراء غرينلاند الجزيرة الأكبر فى العالم عناوين الأخبار خلال خطابه بمناسبة العام الجديد حيث طالب بالاستقلال عن الدنمارك وهى الخطوة التى يعزوها الكثيرون بشكل مباشر إلى تأثير دونالد ترامب.
وأعرب ميوتى أيغيده عن رغبة قوية فى أن تحدد غرينلاند مستقبلها وتتحرر مما وصفه بـأغلال الاستعمار التى فرضتها الدنمارك.
ويأتى هذا الدفع من أجل السيادة فى أعقاب التعليقات التى أدلى بها الرئيس الأميركى المنتخب دونالد ترامب مؤخرا والتى اقترح فيها اقتناء غرينلاند وضمها إلى أميركا.
وقال أيغيده بصراحة إنه يجب أن يكون استفتاء لسكان الجزيرة حول الاستقلال تماما من الدنمارك أم البقاء تحت مظلة الدنمارك والإبقاء على الحكم الذاتى الحالى بشكل عام هناك 3 أسباب تدفع أميركا لضم غرينلاند.
السبب الأول: تزايدت أهمية غرينلاند الاستراتيجية خلال الحرب الباردة وتمتلك الولايات المتحدة قاعدة جوية كبيرة هناك وهى قاعدة بيتوفيك الفضائية والتى كانت تُعرف سابقا بقاعدة ثول الجوية.
ومن غرينلاند تستطيع الولايات المتحدة مراقبة ومنع أى صاروخ قادم نحوها من روسيا أو الصين أو حتى كوريا الشمالية. وبالمثل يمكنها إطلاق الصواريخ والسفن باتجاه آسيا أو أوروبا بسهولة أكبر من غرينلاند.
السبب الثانى: غرينلاند غنية بالمعادن الأرضية النادرة التى تستخدم فى الهواتف المحمولة والمركبات الكهربائية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية ولكنها تستخدم أيضا فى القنابل والأسلحة الأخرى.
فى الوقت الحاضر، تعد الصين المورد الرئيسي لهذه المعادن وفى عام 2021 أصدرت غرينلاند قانونا يحظر تعدين اليورانيوم.
السبب الثالث: مع تسبب الانحباس الحراري العالمى فى ذوبان الجليد من الممكن أن تنفتح ممرات مائية جديدة فى منطقة القطب الشمالى وتحرص كل القوى الكبرى على تعزيز وجودها هناك. وقد ترغب الولايات المتحدة فى استباق أى دور روسى أو صينى أكبر فى غرينلاند والمناطق المجاورة لها.
رئيس وزراء غرينلاند ميوتى أيغيده قال: لقد حان الوقت الآن لكى تتخذ بلادنا الخطوة القادمة. ومثل الدول الأخرى فى العالم يجب علينا أن نعمل على إزالة أغلال الاستعمار والمضى قدما.
وردا على تعليقات ترامب صرح أيغيده بحزم أن غرينلاند ليست للبيع ولن تكون للبيع أبدا مما يعزز الشعور بأن مستقبل الجزيرة يجب أن يحدده شعبها وليس القوى الخارجية.
