بقلم/ اشرف محمد جمعة قرأت كثيراً في أساليب وطرق علاج دول العالم للمشاكل التي تعاني منها مجتمعاتها ، سواء كانت المشاكل إقتصاديه أو اجتماعيه أو تعليميه إلى آخره. ولكن القاسم المشترك في كل هذه الأحوال هو أن أفضل طرق للمشاكل المستعصيه هي البحث عن حلول خارج الصندوق، أي حلول غير تقليديه ، ولا مانع أن نتابع ماذا فعل غيرنا ونفكر بنفس الأسلوب وليس نطبق حرفياً ما فعله الآخرون. ومن هذا المنطلق أيضاً لا مانع أن ندرس ما فعله الأقدمون وخصوصاً أننا من الشعوب القديمه الضاربه في جذور التاريخ ، و أجدادنا لهم بصمات ما زالت آثارها حتى الأن موجوده لا ينكرها إلا حاقد أو أعمى. وهنا يحضرني ما قام به محمد علي عندما تولى حكم مصر واستقل عن عن الدولة العثمانيه، وكان ما يشغل تفكيره أن يجعل مصر دوله عظمى فبحث عن أخطر مشكلة تواجه المجتمع المصري في ذلك الوقت وتهدد نمو هذه الدولة. في ذلك الوقت كانت أخطر مشكله هي أطفال الشوارع ، حيث كانت الأعداد مهوله ضخمة وربما تقارب الأعداد الموجوده الآن ، ولكن مقارنه بالتعداد العام للسكان في المشكله كانت مرعبة وتحول دون اتمام المشروع الذي في خياله. وتعامل معها بشكل من الذكاء والعبقريه، وهو أن قام بتجميع هؤلاء الأطفال من كل مكان في أنحاء مصر وذهب بهم إلى منطقه في الصحراء بالقرب من أسوان، وجعل عليها سور ضخم وجعلها مكان يحكمه جنرالا عسكرياً . بحيث تكون هذه المنطقه تحت حكم ذلك الرجل ينفذ فيها تعليمات صارمه، وإقامة مدارس لتعليم الحرف المختلفه، تعليم النجارة والحداده والبناء والزخرفه وفنون النحت وفنون الرسم وللفتيات أيضاً فنون الخياطة والتطريز وما إلى ذلك . وفي خلال هذه الفتره يقوم بفرز أصحاب المواهب وكل يذهب به الى إتجاهه وأحضر لهم مدرسين من كل أنحاء العالم كل في مهنته وحرفته أفضل الحرفيين على مستوى العالم واخرج منهم حرفيين لهم بصمات موجوده في شوارعنا وبلادنا حتى الان. وبعد نهايه المده استخرج اكثر من 40 او 50 حرفي المتفوقين واحتجزهم وقال هؤلاء لبناء مصر العظمى، والباقين أرسلهم للعمل في أوروبا وآسيا، ومن عملوا في مصر مازالت بصمتهم في فنون العماره النجاره والحداده على المباني القديمة في بلادنا ما زالت موجوده حتى الآن. وما جعلني أتذكر تلك الحادثه أننا الآن نمر بمرحله مفصليه وفارقه في بلادنا ، ونحن في أمس الحاجه إلى التفكير بنفس الأسلوب ،وهنا لا أقصد أن نقوم بجمع الناس في أماكن بعيده ، وان كانت الفكره عبقريه ومفيده للغايه ،ولكن التفكير الغير تقليدي التفكير خارج الصندوق هو ما اقصد ان يكون المنهج الرئيسي لنا في المرحله الحاليه والقادمه. نجده في كل مشاكلنا سواء في الإقتصاد أو التعليم أو في المرور أو في حتى في مشاكل اطفال الشوارع أو في الصحه أو خلافه، كل هذه الأمور تحتاج إلى افكار غير تقليدية للخروج. من أزماتنا المتكررة