مقالات وآراء

لا تنصحني وانت على اليابسة

جريدة الصوت

 

كتبت /هناء الصغير

لطالما الحياة كانت قاسية الدرس معنا جميعاً، فهي شبيهة بالمعلم الصارم، الذي يهابه كل طلابه، فهو سلاح ذو حدين بعض طلابه يجتهدون فينجون والآخرون ضعفاء الأنفس يستسلمون بعد أول اختبار قاسي لهم، أعلم بأنه ليس سهلاً على الإطلاق أن نتعرض لخيبات الأمل ونواجه ظروف وتجارب حياتية صعبة وتضيع مشاعرنا وتوقعاتنا ، على أشخاص لا يستحقون وفي كل مرة نبذل مجهود لإرضاء الجميع فلا نُكافَئ، وكيف لا يطرأ علينا أي تغيير في شخصنا وأنفسنا بعد كل هذا، وهل يوجد أسهل من أن نغضب ونحقد فنكره ونصبح قُسَاة قلب وبدن.

قد تسير آلاف الأميال وتمضي بك عشرات السنين وأنت تحاول، وفي كل مرة توشك بها على الوصول فتفاجئك الحياة؛ بخيبة جديدة، تجعلك تتوقف منحني الرأس متعب ومجهم ولا طاقة للمزيد، ها هي تتنوع ردود أفعالنا لهذه الخيبات على شكل عصبية، أو أمراض بدنية ونفسية، أو لبكاء وأحياناً كثيراً لصمت أو ضحكات زائفة فتتحول لشخص نَكَّات أكثر من اللازم أو لاستسلام تام فموت.

ما الذي قد يُوِصل الإنسان لهذه المرحلة من الضياع رغم أنه كنز ثمين أعزه خالقه، ولماذا الحياة تخفي كينون جماله بالصعوبات والضغوطات بالفقر والحروب، حتى تأكدت بأن القدر المعروف بِحَزمهِ هذا ؛ ملهم عظيم لنا، قد لا نفهم دروسه .

أصبحت أعي جداً بأنه بأيدينا نصبح مشردين أو نصبح طبيعيين، ننجو من العدم إلى شيء ما أو نقف داعمين لهؤلاء الأشخاص الموشكون على السقوط .. لستُ أعلم ماهية هذا الشيء إلا أنني دائماً متيقنة أن هناك شيء جميل يختفي وراء كل هذا وأن كل شيء يحدث بسبب ولسبب ومع الوقت أكتشف في كل مرة نمر بها بتجارب صعبة ونتعرض لضغوط قاسية ما هي إلا إكسير لأرواحنا
أما عن الجانب الآخر من الحياة فيكون على شكل أشخاص ينظّرون علينا وكأنهم الحكمة مع الملائكة امتزجوا سويا ليلقنوك دروسا ومواعظ، وفي الحقيقة أنهم يخبئون خطاياهم خلف ظهورهم .

تلك المخلوقات لاتستمع إليها واكتفي بجملة واحدة وهى” لا تنصحنى وانت على اليابسة اغرق معي فى اليم ثم ارني كيف ستسخدم تلك النصائح .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock