
بقلم – نيفين صلاح
في مثل هذا اليوم، 4 يوليو، تحل ذكرى وفاة واحدة من أعظم العقول العلمية في التاريخ، العالمة البولندية الفرنسية ماري كوري، التي رحلت عام 1934، بعدما كتبت اسمها بحروف من نور في سجلات الفيزياء والكيمياء، وكانت أول امرأة تنال جائزة نوبل، وأول من فاز بها مرتين في تخصصين مختلفين.
وسط هيمنة ذكورية على الساحة العلمية في القرن التاسع عشر، سطعت نجمة كوري، التي وُلدت عام 1867 في وارسو، ونشأت في ظل الاحتلال الروسي، مما دفعها للانضمام لحركة طلابية سرية، قبل أن تهاجر إلى باريس عام 1891 لمتابعة دراستها في جامعة السوربون.
هناك التقت بشريك حياتها وعلمها، العالم بيير كوري، وتزوجا عام 1895. ومن قلب مختبر بسيط، بدأت رحلة اكتشافاتهما، التي قادت إلى عزل البولونيوم والراديوم، وفتح أبواب جديدة في دراسة النشاط الإشعاعي.
رغم ضعف الإمكانيات، واصلت كوري أبحاثها، حتى حصلت على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1903، ثم نوبل في الكيمياء عام 1911. ورغم وفاة زوجها عام 1906، استمرت في التدريس والبحث، وأصبحت أول امرأة تدرّس في السوربون.
كرّست حياتها لخدمة العلم والإنسانية، وساهمت خلال الحرب العالمية الأولى في تطوير وحدات إسعافية متنقلة تعتمد على الأشعة، ورافقتها ابنتها إيرين التي سارت على خطاها.
حصلت على ميداليات وشهادات فخرية، وتبرعات عالمية دعمت بها أبحاثها، من بينها جرام راديوم أهدته لها نساء أمريكا.
رحلت ماري كوري في مثل هذا اليوم من عام 1934، لكنها خلّفت إرثًا علميًا خالدًا، وفتحت الأبواب لنساء كثيرات في ميادين كانت حكرًا على الرجال