مقالات وآراء

قراءة تحليلية حول الأوضاع الراهنة في سوريا

بقلمي المفكرة الدكتورة جعدوني حكيمة.
الظالمُ المتعمّد،ََ الإله يغضب عليه ويمسخه قردًا
ومن رضي بالظلم وسكت، فإن الإله يغضب عليه ويمسخه خنزيرا
ومثال على ذلك:
أصحاب السبت قومًا من بني إسرائيل، وكانوا قد فُرض عليهم تحريم صيد السمك يوم السبت، وجُعل يومًا مقدسًا للعبادة.
• الطائفة العاصية منهم احتالوا على أمر الله واصطادوا يوم السبت فمسخهم قردة.
• أما الطائفة الناصحة فقد أنكروا عليهم وحذروهم من عقاب الله.
• ولكن الطائفة الساكتة عن الحق، لم يعصوا وإنما لم ينكروا، فجعلهم الإله خنازير.
ومن لم يمسخه الله في الدنيا؛ يمسخه في الآخرة، هذا وعده الذي لا يخلفه.
“وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ”
• فما علاقة ذلك بسوريا وبحاكم مصر وحاكم الأردن وحاكم الإمارات وحاكم السعودية؟
الكل يعلم أن في الواقع أرض “الشام المباركة” مغتصبة اليوم من قِبَل اليـهـــود الصهاينة، وبدعمٍ مباشر من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. هذه الأرض ملكٌ للمسلمين، ولكن المحتلّين يفرضون سيطرتهم عليها، بينما يقف حكّام الدول الأربعة (مصر، الأردن، الإمارات، السعودية) موقف المتفرّج والداعم لهذا الاغتصاب، سواءً بالقول أو الفعل أو المال.
تتجلّى خطورة الأمر في أن حكّام هذه الدول الأربعة الذين يُفترض أنهم مسلمون، يدعمون هذا الاحتلال بطرقٍ شتى.
ماذا أعني بقولي هذا؟
تمامًا كمثل امرأة مسلمة زنى بها رجل ظالم كافر، فمالذي يحصل بعدها؟
يجب أن يأتوا بأربعة شــهــداء، هذا في كتاب الله ثم يُلقوا القبض عليه.
“وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُـهَـدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِيــنَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ” .
لكن الأغرب هو أن تقوم هذه المرأة الأعرابية التي زُني بها، لتدافع وتحارب عمن سلب منها شـرفها وهتـك عِرضها وتركها خاويةََ على عروشها، تهـيـمُ على وجهها، “فتحميه بكل ما أوتيت من قوة”، وتقدّم له كل ما لديها من دعمٍ؛ “بالقول والفعل والمال”، خوفاََ من العار. وحفاظاََ عليه، . . . على حساب سمعتها.
وتَعدِه أنها ستخفي الحقيقة ” تلمّع صورته”، وتخبر الجميع أنه ليس بظالم وإنما “مظلوم”، حتى “لا يُعاقَب رجمـاََ بالحـجـارة” حتى المـــوت، لأنه يُعدّ شرعاََ “محصن”.
فهل سمعتم يومًا عبر الأزمنـة عن “ضحية تدافع عن جلّادها أو مغتصبــها؟!” أكيد لم يُسجل التاريخ مثل هذا “التصرّف الأخـرق” يومًا!
إذن علينا أن ندرك أن حكّام الأعراب المنافقون من هذه الدول الأربعة “الشهود على الزنى”، لما هتك “اللوبي اليـهــودي” عِرض “أرض الشام”، راحوا يستبشـرون ويصفّقــون له ويغنّــون ويرقصــون ويقدّمون له الأموال ويبرِؤونه من كل التُهَم من خلال “سياسة التطبيــع” معه، لتنعم اليهود الصهاينة بالآمان والراحة بعد الإنتهاك لسيادة الأراضي السورية.
وهذا ما نراه اليوم، من خلال دعم حكّام هذه الدول الأربعة للكيان الصهيــوني رغم احتلاله لقسمٍ كبير من “أرض الشام المباركة”.
إلا ان هؤلاء الحكّام، اختاروا الخضـوع للطغيان، فما كان الرد من أسيادهم الكفرة الفجرة إلا وقد وضع لهم الأمريكان “الأغــلال في أعنـاقهم”، وساروا بهم
كما “تُساق الـحميــر إلى معـالفـها”.
ثم أمرهم المغتصب أن يعبدوا الطاغـوت، فأطاعوه، وأمرهم أن يفسـدوا في الأرض، “فامتثلوا”، فما وجدوا منهم إلا السمع والطاعة، لأنهم لم يُولدوا أحرارًا بل “عبيدًا للطغـاة بالفطـرة”.
وفي المقابل، نجد في “أرض الشام المباركة” رجـالًا ونســاءً وُلدوا أسيـــادًا، ولسوف يثــورون قريبا في وجه الظلم والظالم، “فيقطّــعــوا رأس الزانـي والزانيـة ويهجّـوا مضاجعـهم” وأعني بالزانـي والزانية “الـيـهود وأمريكا”،
وأقول لحكّام الدول الأربعة المتخاذلون، الذين ارتضوا الهوان ودعموا المحتلّ قولا وفعلا وبالمال وقد مسخوا عبيدًا بعد أن كانوا ملوكًا قاتلوهم، وإن لم تفعلوا سيقاتلونكم ويقتلونكم جميعا،
وبعد خضوع الزانية ورعب الزاني بعد ظلمه رأينا أن نُـبلّــغ الرســـالة التالية: المدّعي “أحمد الشرع” يقول للعالم أنه هو من أسقط “نظام الأسد” وهو كاذب، نسب العملية لنفسه وآخذٌ ما ليس له، ليضع يده بعد ذلك بيد الطغــاة ويواليهم.
إن”سقوط النظــام الفاســد” في سوريا سيكون قريبا، نظام العميل الجولاني سيكون علامة أكيدة على ظهور الرجل الموعـــــود،
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”
وبالتالي، نستخلص أن “أحمد الشرع” ما هو إلا “يــهــودي مطبّـــع” .
وعاجلا سيسقط كما سقط أخوه الكافر “الفاسد الأسد”، فمن يتحالف مع أعداء الوطن سيكون مصيره القـتل كما قُتل غيره من الطغــاة.
أما “ترامب”، هذا “الحاكـم الظالـم” الذي يدعم ويؤيّد إخوانه في الملّــة الظلمة الصهاينة، ويطالب أصحاب أرض الشام بالخروج منها ليمنحها لغيرهم،
فأي عدالة هذه؟! فهل الأمريكان يحكمها بقانون الظـلـم !؟ والمعلوم أن لكل ظالم يومٌ لا يخلـفـه،
وها هو قد جاء يومهم الذي يوعدون.
كما يريد الجولاني أن تُسلَب من أصحاب الأرض أرضهم،
“سيسلب الله من جسده روحه”.
• معلوم أن من “مرادفات كلمة زانيـــة” في اللغة العربية كلمة سـاقطــة.
وعليه “الأحداث المقبلة، ستشهد سقوطًــا مدويّــاََ متتابعـاً لحكّام الدول الأربعة؛ هذا السقوط لن يكون إلا كالسقوط الحتمي للظالمين، فقد اختاروا طريق النـذالة والخضــوع،
وما كان للزانيــة عبر التاريـخ إلا أن تسقط. وسيسقطون تباعًا، وعاجلا جدا.
وعداََ من الإله للرجل الإمـــام الموعـــود، كما جاء في النبوءات، سقوط “أصـــحاب الكـراسي” على يديه.
• خارطة الطريق هذه رسمتها يد القدر، تُنبئ بمصير محتوم لأرض الشام، هذا القلب النابض بالحضارة والصراع، ستدخل مرحلةً جديدةً من تحالفاتٌ متناقضة تصوغ مستقبل الشام بالنار والحديد. وفي المقابل، تتوهّج هذه الأرض المقدّسة كأنها تستعدّ لاستقبال دورها الأعظم في إحياء العدل واستعادة التوازن.
• إن الشام اليوم هي ساحة صراع، ورمزٌ للتحوّل، حيث تنقسم القلوب أمامها: قلوب الجبناء ترتجف بالخوف والرعب، بينما قلوب المؤمنين الموقنين ترى فيها منارة العدل وملاذ النور.
• ما يحدث الآن من تقدم عسكري نحو دمشق، هو تجسيدٌ حيّ لتحولات أعمق، وانعكاسٌ واضح لنبوءة ألقتها الكلمات على مسامع التاريخ منذ ذلك اليوم. إن الشام تكتب اليوم فصلًا جديدًا يتجلى في مسيرة الإنسانية.
• على أرض الشام، ملحمة الزمن ومهد الثوار،
تلك الأرض التي تطوي في جوفها سرًّا قديمًا وعهدًا مقدّسًا، ستكون غدًا وجهةً لكل الثائرين، ومحطّ أقدام الباحثين عن الحق والعدل. إنه وعد الله و وعده لا يخلف، و الزمن يدور عائدًا إلى ما كان عليه يوم خلق الله السماوات والأرض أول مرة، حيث تنبض الأكوان بنظامها الأزلي.
• ستشهد الشام نزول وسفر التنظيمات والحركات إليها من كل الدول المجاورة لها ،هذه الأرض المقدسة ستكون مكان يقصده المجاهدون من كل مكان.
• إن المعارك على السفينة الأرض اليوم تستدير بمن عليها بإتجاه “غرب شرق”، بعدما كانت في الأزمنة الغابرة تسير شرقًا غربًا، إلى أن تعود وتستقر حيث بلاد الشام، أرض الثورة والصمود، وسيتغير محور القوة إلى بلاد الشام ستكون بؤرة الاستدارة وستثبت مكانها ..مستقرةً، شامخةً، كما كانت دائمًا قلب العالم وروحه.
• هناك، في الشام المقدّسة، لن يجد ملاذًا إلا العاقل الموقن بالحق. أما المنافق، فسيشعر برعب يغمر روحه، وقلبه ينقبض كلما فكّر بالذهاب إليها، وكأن أرضها ترفضه وتلفظه.
• ثم إن المياه، التي هي سرّ الحياة، بدأت تُقاد بإرادة إلهية إلى أعماق الشام. فحسب الدراسات هناك منابع عذبة تُساق من كل أصقاع الأرض لتصبّ في بئرٍ وسطها، بينما العالم من حولها يجفّ وينضب.
• وفي ذلك الموضع، حيث النبع والحياة، يخرج الرجل الإمام العادل، ليحكم الأرض تقول النبوءة
هذا الخليفة لن يكون وحده؛ ستؤيده جحافل من الملائكة، محاطةً بهالة من النور الإلهي. لكن الشام قبل ذلك ستُختبر، تُمنع عنها المؤونة سبع سنين عجاف، كأنها تحضّر نفسها لاستقبال الملك العادل. سنوات ثقيلة تتلوها سنوات من البركات والرخاء.
وحين تشرق شمس العدل، ستُخرج الأرض كنوزها، ويتحول الشام إلى منبع الخير والرزق، يفيض على القرى والمدن والدول، وكأنها استعادة لزمان كانت فيه الأرض جنةً ونعيمًا.
لكن طريق النور محفوف بالعواصف، فقد تصيب الشام نيران القصف، وتضربها أيادي التحالف بين أقوامٍ من داخلها وأخرى من خارجها. تُرجف الأرض، حتى تنفتح البوابة العراقية الآشورية، ويكون اكتمال فتحها إعلانًا لنهاية الرجفة، وبدء عهد الأمان.
بعد هذا المشهد العظيم، سيتراجع الأعداء ويتركون الأرض، ويأتي عامٌ يغاث فيه الناس. في ذلك العام، تُنصب دار الخلافة، ويُكشف السر الذي لطالما احتفظت به الشام، مهيّئةً لاستقبال الرجل العادل، الذي ستُحيي به الأرض، ويُبعث فيه الحق ويحارب الصهاينة بيد من حديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock