كتبت منى منصور السيد
القاهرة 30يوليو2025
ترجل عن خشبة الحياة في يوم 30 يوليو 2025 فنان استثنائي طبع بصمته في قلوب الملايين هو الفنان القدير لطفي لبيب برحيله اليوم فقدت الساحة الفنية المصرية والعربية قامة فنية جسدت على مدار عقود أدوارا متنوعة ببراعة واقتدار وتركت إرثا غنيا من الأعمال التي ستظل خالدة في ذاكرة الفن
ولد لطفي حسني لبيب في 18 أغسطس 1947 بمركز ببا وحصل على ليسانس في الآداب من كلية الآداب جامعة الإسكندرية ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ورغم تخرجه عام 1970 إلا أن مسيرته الفنية شهدت تأخرا لعشر سنوات بسبب تجنيده لمدة ست سنوات ثم سفره خارج مصر لأربع سنوات بدأ “لطفي” مشواره الفني عام 1981 بمشاركته في مسرحية “المغنية الصلعاء” ثم “الرهائن” مع الفنانة رغدة
تخطى لبيب مرحلة الأدوار الصغيرة ليصبح شريكا أساسيا في العديد من الأعمال الفنية وخاصة خلال الفترة من 2000 إلى 2010 حيث شهدت تلك الحقبة تألقه الكبير بعد نجاحه في فيلم “السفارة في العمارة” الذي وصفه شخصيا بأنه “فاتحة خير” لمسيرته اشتهر لطفي لبيب بقدرته الفائقة على أداء الأدوار الثنائية ببراعة حيث كان يضفي على كل شخصية لمسة خاصة تجعلها عالقة في الأذهان كما أبدع في تجسيد أدوار الأب مقدما نماذج مختلفة للأبوة بكل حنانها وقسوتها وصراعاتها هذه المرونة في الأداء جعلت منه ممثلا مطلوبا في السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة ليترك خلفه قائمة طويلة من الأعمال التي تؤكد موهبته وتفانيه
من أبرز أعماله السينمائية التي تجاوزت المائة فيلم مرعي البريمو إنت إيه خيال مآتة مولانا عسل أبيض أوشن 14 صاحب السعادة عسل إسود زهايمر طير إنت أمير البحار طباخ الريس والسفارة في العمارة وعلى صعيد الدراما التلفزيونية شارك في مسلسلات بارزة مثل الأب الروحي عيون القلب الخواجة عبد القادر ونيس وأيامه الرحايا حجر القلوب ورأفت الهجان
لم يكن لطفي لبيب مجرد ممثل يقدم الأدوار بل كان فنانا يحمل قضية ووطنا في قلبه تجلى ذلك في رفضه دعوة للتكريم من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بعد تجسيده لشخصية السفير الإسرائيلي في فيلم “السفارة في العمارة” مع الفنان عادل إمام وقد علل لبيب رفضه بإيمانه الراسخ بالقضية الفلسطينية وحزنه الشديد “لما يحدث للفلسطينيين والقدس في ظل الانتهاكات الإسرائيلية” خاصة وأنه كان أحد الأبطال الذين شاركوا في تحقيق النصر على إسرائيل في حرب عام 1973 تجربته في حرب أكتوبر لم تكن مجرد ذكريات بل وثقها في كتابه “الكتيبة 26” الذي تحدث فيه عن تجربته الشخصية كجندي في هذه الكتيبة التي كانت أول كتيبة عبرت القناة يوم السادس من أكتوبر واقتحمت حصون العدو هذا الكتاب ليس فقط شهادة على شجاعته بل يعكس أيضا التزامه الوطني العميق
توفي الفنان لطفي لبيب اليوم 30 يوليو 2025 في القاهرة عن عمر يناهز 77 عاما بعد صراع مع أزمة صحية شديدة استدعت نقله إلى العناية المركزة وقد أكد خبر الوفاة الفنان منير مكرم عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية نعى العديد من الفنانين والمثقفين الراحل مشيدين بمشواره الفني الطويل وإسهاماته الكبيرة في إثراء الساحة الفنية المصرية
لقد كان لطفي لبيب فنانا شاملا يمتلك موهبة فذة وحسا وطنيا رفيعا وبوفاته نفقد ليس فقط ممثلا قديرا بل إنسانا ترك بصمة إيجابية في حياة كل من عرفه وفي وجدان جمهوره الذي سيظل يتذكره ويحتفي بفنه الخالد رحل لطفي لبيب جسدا ولكن فنه وروحه الوطنية سيبقيان محفورتين في ذاكرة الأمة
