
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
تتواصل الاشتباكات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في عدد من البلدات جنوبي لبنان، التي يحمل بعضها أهمية إستراتيجية في المعارك المتبادلة بين الجانبين.
يأتي ذلك رغم المساعي المتواصلة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، إذ تضع إسرائيل عينها على عدد من مدن وبلدات جنوب لبنان باعتبار أن احتلالها يصب في مصلحة معركتها البرية.
«بوابات استراتيجية»
تعد بلدة الخيام، الواقعة في قضاء مرجعيون بمحافظة النبطية، من المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى جنوب لبنان، حيث تبعد نحو 5 كيلومترات عن الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
وللبلدة خصوصية كونها تضم معتقل الخيام، وهو سجن تولى «جيش لبنان الجنوبي»، ميليشيا محلية تابعة لإسرائيل، إدارته خلال احتلال الأخيرة لجنوب لبنان حتى انسحابها في العام 2000.
بلدة الخيام، التي ترتفع حوالي 950 مترًا عن سطح البحر، تمنح القوات الإسرائيلية أفضلية عسكرية كبيرة، إذ تعني السيطرة عليها القدرة على التحكم في القطاع الشرقي للجنوب اللبناني والوصول إلى سهل بلدة حولا. كما قد تتيح قطع طريق البقاع الذي تصفه إسرائيل بأنه محور إمداد رئيسي لحزب الله.
وتحمل البلدة تاريخًا حافلًا بالصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، إذ تعرضت لاعتداءات في أثناء حرب يوليو/ تموز 2006، حيث تعدها إسرائيل بوابة لتطويق حزب الله وقطع خطوط إمداده.
وقد أعلن حزب الله خلال اليومين الماضيين أنه قصف لنحو 20 مرة تجمعات لجنود إسرائيليين في الخيام وعند أطرافها.
وتعتبر الخيام واحدة من ثلاث بلدات يحاول الجيش الإسرائيلي السيطرة عليها منذ أكثر من عشرة أيام، وذلك لأهميتها الاستراتيجية له في طريقه للسيطرة على جنوب لبنان.
«اشتباكات عنيفة»
على محور آخر، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بـ«اشتباكات عنيفة» بين مقاتلي حزب الله والجيش الإسرائيلي عند منطقة البياضة في القطاع الغربي لجنوب لبنان، ذات الموقع «الإستراتيجي» أيضًا، والتي تبعد نحو 7 كيلومترات عن الحدود.
وقال بيان صادر عن حزب الله إنه «بعد رصد تحركات لقوة من جيش العدو الإسرائيلي تحاول التقدم باتجاه بلدة البياضة، وعند الساعة 11:50 من ظهر اليوم السبت 23-11-2024، اشتبك مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الأطراف الشرقية للبلدة مع القوة المُتقدمة، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح».
كما أفادت وسائل الاعلام بشن سلاح الجو الإسرائيلي غارتين على بلدة البياضة، اليوم السبت.
وقالت ايضا إن محور البياضة يشهد قتالا عنيفا بين حزب الله وإسرائيل، لمنع تقدم قوات الاحتلال.
وأشارت إلى تقدم إسرائيلي عبر بلدات الخط الثاني من الحدود، للسيطرة على البياضة والتحكم عن طريقها في منطقة الناقورة، ومناطق واسعة في قضاء صور جنوبي البلاد.
خسائر فادحة
في تلك الأثناء، يقابل حزب الله محاولات التقدم الإسرائيلية المصحوبة بقصف مكثف بدفاع قوي، مكبدا جيش الاحتلال خسائر متتالية مؤخرًا، بحسب ما يؤكد الحزب في بياناته.
وقالت احدى المراسلات، إن حزب الله كبَّد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة في بلدة شمع خلال الساعات الماضية، حيث استهدف دبابة ميركافا بصاروخٍ موجَّه ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
وقال حزب الله إن مقاتليه استهدفوا تجمعًا لقوات إسرائيلية في بلدة شمع، بقذائف المدفعية.
وقد أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يُحاول منذ أسبوع التسلل إلى بلدة شمع، لكنه تراجع، قبل أن يعاود المحاولة عبر منافذ متعددة.
كما أشارت إلى أن حزب الله استهدف تجمعات لجنود إسرائيليين في هذه البلدة، كما استهدف تجمعًا آخر في منطقة تلة أرميس التي تقع على الحدود الغربية لبلدة شمع، أمس الجمعة.
وفي 23 سبتمبر/أيلول، كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على معاقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها. وأطلقت عمليات توغل بري «محدودة» في المناطق الحدودية في 30 منه.
وتوغلت القوات الإسرائيلية منذ مطلع الشهر الماضي داخل عدد من البلدات الحدودية، حيث نفذت عمليات تفجير واسعة لمنازل وأحياء سكنية بعدما انسحبت منها، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو عدة نشرها جنود ووسائل إعلام إسرائيلية.
ومنذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول، تواصلت محاولات الجيش الإسرائيلي للتوغل في البلدة. وأفادت الوكالة الوطنية حينها عن دخول «عدد كبير» من الدبابات الإسرائيلية إلى الأطراف الشرقية للبلدة.