
قراءة مفصلة للكاتبة الدكتورة حكيمة جعدوني
• زعم بعض العلماء قديما أن “اليهود” سيصبحون قوةً عظمى مستقبلا في الأرض، وأن علوّهم هو علوُّ السُّؤدد والتمكين. بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك، حين برّروا الاحتلال الصهيوني لعددٍ من الدول، مدّعين أن الأمر ربّاني، وأن الله هو من أراد لهم هذا العلو!
والأدهى أن بعض الأعراب من المنافقين لم يكتفوا بالتطبيع، بل سلّموا الأرض طواعية، وقالوا: “هذا قدر الله… وهذا تأويل الآية!”
وهكذا حوّلوا التفسير إلى تبرير، والخيانة إلى قضاء إلهي!
“وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب…”
الله لم يقل: إلى إسرائيل.
فالفرق جوهري. فـ”بني إسرائيل” هم نسلٌ جاء من سلالة الأنبياء، وهم ليسوا “إسرائيل” المعاصرة، ولا امتدادًا لمن يحتلّون الأرض اليوم.
لقد كانوا في عهودٍ مضت، عباد صالحين وخرج من أصلابهم أنبياء.
لكن، كما ذكرتُ سابقًا، اندسّ فيهم أقوامٌ آخرون، وهم “اليهود”.
“لتفسدنّ في الأرض مرتين ولتعلنّ علوًّا كبيرًا”…
التحذير هنا واضح… ليس من مقام تمكين، بل من مقام وعيد.
فالله لم يأذن لهم بالعلو، بل أخبر عن علُوّهم كفسادٍ متكرر، وعلوٍّ مذمومٍ.
والمكان المقصود في الآية؟ هي الأرض المباركة، التي بارك الله فيها للعالمين.
وهنا… يكمن السر المكنون في الكلمة: “وقضينا”
لما ننظر في الآيات التي وردت فيها كلمة “قضينا”…
معناها: كتبنا في الكتاب ما هم فاعلون.
أي أن ما ورد في الكتاب هو كشفٌ لما سيفعلونه، لا أمرٌ من الله بفعل ذلك.
فالقرآن، حين يُنزل، يذكر ما كُتب سابقًا في الألواح.
ومحمدٌ ﷺ، رسولٌ مأمور بالالتزام بما قضاه الله، أي بما بيّنه من أحكام وسنن ومجريات.
الأن لنعود إلى الآية:
“وقضينا إلى بني إسرائيل…”
أي: كتبنا في الكتاب ما يريدون فعله… وهذا لا يحمل معنى الإذن، بل معنى الإعلام بما سيكون.
العلو هنا لا يعني العلو بالسيطرة، بل الظلم الكبير.
فالله عزّ وجل قال نعلم أنهم سيفسدون في الأرض…
وهذا الفساد يتمثّل أساسًا في: هدم المسجد الأقصى، وهو أعظم صور الظلم والعدوان، ويُعدّ “العلو الكبير” المقصود.
فهم سيتجرؤون على بيت الله، وسيستقوّون في الأرض المباركة،
وأما الأرض المباركة فهي ما باركنا حولها، أي: المسجد الأقصى وما يحيط به.
ولكن اليهود المندسّون في صورة اسرائيل حاليا، أخفوا الحقيقة عن الهدم الأول للمسجد الأقصى.
يقولون أن سليمان النبي بنى المسجد أول مرة ولكن لم يقولوا أنهم هم من هدموه والنبي أعاد بناءه.
الإفساد يُقصد به أنهم سيتطاولون على المسجد الأقصى للمرة الثانية.
ولكن هذه المرة تطاول كبير … سيقومون إلى هذا المسجد المبارك بمحاولة تنجيسه وحرقه أو حتى قصفه ولن يستطيعوا فعل ذلك طبعا.
سبق وقلت أن اليهود هم ذريّة الشيطان إبليس وهو من سلّطهم على المسجد الأقصى ليحاولوا تدنيسه.
وأما كلمة “كبيرا” فقد جمعت الظلم والإساءة للمسجد الأقصى بشكل متكرر،
• إذا اليهود يحاولون إطفاء النور الذي هو في المسجد الأقصى،
والغريب في الأمر، لم يكتب أو يذكر في أي كتابٍ، أنهم هدموا المسجد الأقصى من قبل.
الظلم والفساد هنا هو ما يحدث من قتل، وجرائم ومسالخ وأشياء مريعة على الأرض المباركة، والعلو ليس التمكين في الأرض وهذه الحقيقة التي أخفاها الأعراب.
• ثم نأتي إلى باقي الآيات، كيف فسرها الأعراب!؟
– قالوا أن اليهود سيكون لهم قوة وتمكين في الحروب.
وأما الحقيقة هي: أن اليهود لايقاتلون أبدا لأنهم جبناء، والأعراب والروم وفارس والهندوس والملحدون هم القوى الخفية التي تقاتل نيابة عنهم، مقابل المال والكراسي والنفوذ،
• تخبرنا النبوءات أنه ستنشأ في قرية مجاورة، جماعة مؤمنة مقرّها بجانب اسرائيل الأممية، وسيبارك الله في نسلهم حتى يكثر عدد أبنائها،
هؤلاء القادمون من القرية المجاورة، سيتكاثرون في زمن الساعة، دون أن يلتفت إليهم أحد، وكأنهم ظلٌّ في الهامش…
وهو السرّ المكنون في هذه الآيات.
أهل هذه القرية المجاورة، هم أنفسهم الذين سيخوضون الحرب ويحققون النصر على أولئك المجرمون اليهود. سيكون الفتح الثاني للأقصى على يد أهل هذه القرية المؤمنة، لأنهم أحفاد الفاتح الأول، موسى الرسول عليه السلام، فمن فتحوه أول مرة سيمكّنهم الله من الفتح الثاني.
• اليهود سيقولون أنهم سيطروا على المسجد، فيدخل عليهم أهل هذه القرية ليسوؤا وجوه اليهود، الذين حاولوا دخول المسجد الأقصى للمرة الثانية.
قال الأعراب عن ليسوءوا وجوهكم باطلا، بينما كانوا يمنحون اليهود شرعية زائفة، مدّعين أن الأمر من عند الله…
لكن الحقيقة أن قوة اليهود مصطنعة؛ فجنودهم من جنسيات شتى، يتظاهرون بالانتماء إلى اليهودية، دون أن يخوضوا حربًا حقيقية.
أما المستوطَنات، فالروم هم من أقاموها، ولا صلة لليهود ببنائها، لأنهم بطبعهم مفسدون، لا يُحسنون التعمير ولا يعرفون الاستقرار.
الآية:
{وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} سورة الإسراء.
والمعنى أن أهل الأرض المستضعفة، سيستعينون برجال من أهل القرية المجاورة من أحفاد موسى الرسول عليه السلام؛ الذين سيعودون لنجدة المسجد الأقصى ويدخلونه كما دخله آباءهم أول مرة، منتصرين، فيزيلون ما أقامه الظالمون اليهود من فساد، وينفضوه نفضًا وينتشلوه انتشالًا، ويجتثونه من جذوره اجتثاثًا.
وقد فسّر بعض الأعراب الآية بأن اليهود هم من سيدخلون المسجد، وهذا مستحيل لأن الله كان قد منع دخول ذريّة الشيطان للمسجد الأقصى المرة الأولى؛ لذلك قاموا بهدمه، ثم سيعاودون المحاولة ثانية، والله سيمنعهم مرة أخرى، وتكون تلك المحاولة الأخيرة؛ سببًا في زوالهم عن طريق رجال أهل القرية المجاورة.
• والآن إن ما سأقوله في غاية الأهمية:
في هذه الأيام المقدسة من ذي الحجة والتي تسبق العيد الأضحى المبارك، سيتم إبطال أعمال السحرة من طرف أهل السموات، ولماذا السحر بالضبط سيبطل؟
لأن السحرة كانوا سيتنبؤون بما سيحصل في هذه الأيام.
الآن بات واضحًا من الذي دخل المسجد الأقصى أول مرة.
• لقد حاول اليهود دخوله في العهد القديم، ولم يتمكّنوا من ذلك فقاموا بهدمه، ثم جاء النبي سليمان عليه السلام فأعاد بناءه، غير أن الله عاقبهم بعد ذلك؛ فنفاهم وأذلّهم بالجوع، وشتّتهم في الأرض، وظلت تلك الحادثة محفورة في ذاكرتهم ولا تُنسى.
واليوم، تسعى الحركة الصهيونية إلى دفع اليهود مجددًا لمحاولة دخول المسجد الأقصى للمرة الثانية، لكنّ الخوف يعتريهم، وقد أظهر الإعلام جليًا بوادر التردّد والرفض حتى في صفوف جيشهم؛ إذ رفض كثيرٌ منهم التجنيد، وثاروا على مخططات الصهاينة.
إنهم يدركون جيدًا أن العاقبة هذه المرة ستكون وخيمة… بزوالهم نهائيا.
وقد قال الله ذلك في كتابه الكريم.
• أما حقيقة ذبح البقرة وغايتها الغامضة، ليست كما تبدو في ظاهر النصوص اليهودية وغيرها، وكما رُوِّج على أنها طقس عبادي أو امتثال لأمر إلهي، بل في عمقها المخفي مشروعٌ لإعادة إحياء
“الشيطان إبليس” ذاته المجدِد للفوضى والتخريب.
هم لا يريدونه ليعبدوه، بل ليُبعث من رماد لعنة تاريخهم، ولذلك يخشون أن يبادروا بالهدم بأيديهم، وإنما يحاولون أن يجعلوه قدرًا، ويأتي قضاء خارج عن إرادتهم، فيقودهم العائد ولينفذ نيابة عنهم هدم المسجد الأقصى.
إنهم يعرفون ذلك من أسفارهم القديمة، أن هدم المسجد الأقصى للمرة الثانية سيكون بمثابة توقيع على زوالهم الأبدي.
• أما التفسير الباطني لمحاولتهم الثانية لهدم المسجد، فهو أعمق مما يظنه العامة.
ليس بعدوان سياسي أو أطماع دينية؛ بل هو امتداد لعقيدة دفينة، وسرّ خفي أخفاه آباؤهم يوم هدّموه أول مرة…
فما الذي كانوا يخفونه؟
وما الذي يوجد هناك، تحت الصخرة حتى زيّفوا الرواية الاصلية؟
• سنكشف النقاب عن الهدم الأول للمسجد الأقصى ولماذا يتكتِّمون عن تفاصيله الحقيقية؟
سنفكك الرموز، ونستخرج الحقيقة من بين الرماد، لنفهم ما الذي يجعلهم اليوم يترددون؟
• الحقيقة:
– اليهود لما خلقهم الله أول مرة كانوا ذريةً مفسدة، ملعونة من أبناء الشيطان، والشيطان من الجان، والجان هم مخلوقات تظهر في صفة الثعابين وعيسى الرسول عليه السلام كان يقول عن اليهود “يا أبناء الأفاعي”. كما في :
إنجيل متى 31:23-39
فتَشهَدونَ على أنفُسِكُم بأنّكُم أبناءُ الّذينَ قَتلوا الأنبياءَ. فتَمّموا أنتُم ما بَدأَ بِه آباؤُكُم. أيّها الحيّاتُ أولادَ الأفاعي! كيفَ ستَهرُبونَ مِنْ عِقابِ جَهنّمَ؟ لذلِكَ سأُرسِلُ إلَيكُم أنبياءَ وحُكَماءَ ومُعَلّمينَ، فمِنهُم مَنْ تَقتُلونَ وتَصلِبونَ، ومِنهُم مَنْ تَجلِدونَ في مجامِعِكُم وتُطارِدونَ مِنْ مدينةٍ إلى مدينةٍ، حتّى يَنزِلَ بِكُم العِقابُ على سَفكِ كُلّ دمٍ بريءٍ على الأرضِ، مِنْ دمِ هابيلَ الصّدّيقِ إلى دمِ زكريّا بنِ بَرَخِيّا الّذي قتَلتُموهُ بَينَ المَذبحِ وبَيتِ اللهِ. الحقّ أقولُ لكُم: هذا كُلّهُ سيَقَعُ على هذا الجِيلِ!
ذكرت في كتاب إبليس الرسول نبي الظلام:
• إن إبليس هو الأب الفعلي لليهود، وسبق وقلت أنه قد مات وكان قد باض بيوضا وهذه الأخيرة قتلها الرجل القائم المسيطر وقلت أن الدجّال ابنه وهو خليط من الجنّ والإنس. والشيطان هو أفعى كما أن الأفعى عبارة عن تنين، والدجال على الأرض في صورته الجنية يكون على شكل تنين.
لما ولد الشيطان وسبق وذكرنا أن جثث أبناءه في التابوت وأن سليمان النبي عليه السلام يحكم العالمين في أرض الأقصى،
• ومن هذا كله نستخلص:
– أن اليهود يريدون تحرير روح الجآن التي على شكل “التنين” القابع في ظلمة العالم السفلي، الإبن الوحيد لإبليس.
ولما تتحرر تدخل إلى عالم الإنس وتتشكل في صورة إنسان، كما يفعل الشيطان لما يلِج عالم البشر وهذا سيحدث كما في المرة الأولى.
فما علاقة هدم الأقصى بالروح التنين لابن إبليس؟؟؟؟
– إن الطاقة الايجابية في الأقصى تحكم الوثاق والقبضة على الروح الخبيثة والنفس التنينية للدجّال على شكل سلاسل وقيود نورانية.
– إذا روحه الجنيّة محبوسة تحت الأقصى والتي ستتقمص جسد الدجال كإنسي في الأخير.
والتنين مذكور في كتب اليهود
“وَخَرَجْتُ مِنْ بَابِ الْوَادِي لَيْلًا أَمَامَ عَيْنِ التِّنِّينِ إِلَى بَابِ الدِّمْنِ، وَصِرْتُ أَتَفَرَّسُ فِي أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ الْمُنْهَدِمَةِ وَأَبْوَابِهَا الَّتِي أَكَلَتْهَا النَّارُ.” سفر نحميا 2.13
“لِيَلْعَنْهُ لاَعِنُو الْيَوْمِ الْمُسْتَعِدُّونَ لإِيقَاظِ التِّنِّينِ.” سفر أيوب 3.8
“فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يُعَاقِبُ الرَّبُّ بِسَيْفِهِ الْقَاسِي الْعَظِيمِ الشَّدِيدِ لَوِيَاثَانَ، الْحَيَّةَ الْهَارِبَةَ. لَوِيَاثَانَ الْحَيَّةَ الْمُتَحَوِّيَةَ، وَيَقْتُلُ التِّنِّينَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ.” سفر إشعياء 27.1
• وعليه أقول لكم:
أن اليهود أبناء الأفاعي والحيّات يسعون إلى تحرير وفكّ قيود روح “التنين الوحش الدجّال” من خلال هدم قواعد المسجد الأقصى للمرة الثانية، ولأنهم فشلوا أول مرة في تحريره وهذه المرة سيفعلون المستحيل في سبيله؛ من سفكٍ للدماء وإحلالٍ للدمار، لإخراجه إلى العالم،
حقًا أقول لكم.