مقالات وآراء

معارك المسلماني على كورنيش القاهرة! (٢)

جريدة الصوت

 

الكاتب /أحمد رفعت

كثيرون سألوا عقب قراءتهم لمقال الأمس وقد احتجوا بما اعتبروه تشويقًا، وقالوا: “قلت في ختام كلامك حرفيًا: أن يستهل المسلماني قراراته بهذا الإجراء المحترم.. ويرد الاعتبار لهؤلاء.. يكون قد قطع أول خطوة في أهم عمل يحتاجه أهل المكان على الإطلاق.. ما هو؟!” فما هو أهم ما نحتاجه نحن أبناء الإذاعة والتلفزيون في نظرك؟!
الأعزاء يقصدون في الفقرة احترام أصحاب المعاشات ممن يترددون على المبنى لصرف مستحقات أو استخراج أوراق أو للعلاج، وقد سمح لهم المسلماني – مع حفظ الألقاب – بالدخول إلى مبناهم من أي بوابة بعد أن تم منعهم سابقًا من الدخول من البوابة الرئيسية. ونقول: في تقديرنا أهم عمل هو الصعود بمعنويات الناس والتحليق بها إلى أعلى مكان ممكن.. إشعارهم بقيمتهم وأهميتهم.. وقيمة ما يفعلونه وما ينبغي أن يفعلوه.. باختصار: إشعار الناس بآدميتهم.. كغيرهم ممن يعملون في باقي مؤسسات الدولة.. بل لهم – في ماسبيرو – عليهم درجة.. فأبناؤه المسؤولون عن التعبير عن الدولة المصرية.. وعن بناء وعي وعقل ووجدان شعبنا وإعلامه بما يتم على أرضه وما يحدث حوله وما يجري في العالم كله.. وهم المسؤولون عن تثقيفه دينيًا ورياضيًا وفنيًا وترفيهه بكل ما هو مفيد وراق.. فكيف يكونون هم أنفسهم في معاناة؟! كيف نتركهم في معاناة؟!
الأمر أشبه بصاحب محل.. ترك أحد عماله مسؤولًا عن العمل وأبلغه أنه في أزمة وسيختفي بعض الوقت.. البضاعة تتناقص كل يوم والعامل لا يعرف هل هناك بضاعة جديدة ستأتي أم سيغلق المحل بعد انتهاء البضاعة القليلة التي على الأرفف؟! هل يعمل للأيام القادمة ويعتني بالمكان؟! أم هي أيامه الأخيرة به؟! وفي ذهن العامل وسط كل ذلك وقد طال غياب صاحب المحل عشرات التساؤلات عن مرتبه ومستحقاته وأولاده وما عليه من التزامات!!!

اليوم أمام أبناء المكان من يجدد لهم الأمل ويمنحهم جرعات هائلة منه.. فالمنطق يقول إنه لا إتقان لأي شيء ممن انكسروا من داخلهم.. لا عطاء ممن يحتاجون العطاء.. وأمامهم مستحقاتهم لا يستطيعون الحصول عليها.. من المكافآت إلى نهاية الخدمة.. وقد رأينا – كاتب السطور وآخرون – كيف فعل أحدهم المستحيل والمتاح ليحصل على نهاية خدمته لمجرد علاج ابنه وإنقاذه من مرض صعب!!! رأيناه يطلب حقه رغم خروجه إلى المعاش منذ سنوات ولا يطلبه بعد الإحالة بشهر مثلًا أو حتى عام!! وللأسف.. رحل ابنه ولم يحصل على مستحقاته وتحول الأمر إلى مأساة كبرى!!!

كثيرة هي الأوجاع في المبنى التاريخي الكبير… كثيرة هي الأحزان في مبنى مهمته إسعاد الملايين.. لكنها صفحة وطويت.. أو على الأقل تُطوى الآن.. وطيّها يبدأ بأن نصدق أن ذلك ممكن، وأن حتى تمزيقها بالكلية متاح.. وهو ما يحتاج إلى التفاف أبناء ماسبيرو حول أنفسهم وإعادة البناء من جديد.. وهو ما يحتاج إلى التفاؤل، والتفاؤل يحتاج إلى أمل، والأمل يحتاج إلى ما بدأنا به.. “المعنويات”!

وغدًا نكمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock