
بقلم احمد شتيه
رسم الشعب المصرى اليوم صورة وملحمة تظل فى اذهان اعداء الوطن صورة لا تمحى من ذاكرة العدو الاوحد لمصر تُيقظه من حلم النيل والفرات ليتَزين معبر رفح المصرى بالآلاف من المصريين الرافضين لتهجير الفلسطينين وتصفية قضيتهم التى هى قضيتنا منذ عشرات السنين وستظل قضيتنا حتى عودة الارض لاهلها.
في ظل التصعيدات المتكررة في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة، تبرز مصر كدولة محورية في المشهد العربي، ليس فقط بسبب موقعها الجيوسياسي، بل أيضاً بسبب مواقف شعبها الرافضة بشكل قاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم. هذا الرفض ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لتاريخ طويل من التضامن المصري مع القضية الفلسطينية، والذي تحوَّل إلى جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية المصرية.
رفضت الدولة المصرية، عبر تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي ومسؤولين كبار، أي حديث عن تهجير الفلسطينيين، مؤكدة أن ذلك يمثل “تصفية للقضية الفلسطينية” ويُهدد الأمن القومي المصري. كما أشارت إلى أن الحديث عن نقل الفلسطينيين إلى سيناء هو محاولة لتحويل مصر من شريك في السلام إلى طرف في الصراع.
عبر المصريون عن رفضهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والاحتجاجات الكبيرة بل وعبرت الى الحدود المصرية الفلسطينية للتأكيد على ان وقوف الشعب بجانب قيادته السياسية الرافضة للتهجير ،وكذلك الخطابات الفكرية والدينية. حملات مثل “سيناء ليست بديلاً عن فلسطين” انتشرت على منصات مثل تويتر وفيسبوك، فيما حذَّر علماء دين وأكاديميون من خطورة التطبيع مع فكرة التهجير، معتبرينها “خيانة للأمة”.
الرفض المصري لتهجير الفلسطينيين هو تعبير عن إدراك عميق بأن القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع على الأرض، بل هي معركة وجودية للعرب جميعاً. هذا الموقف، وإن كان يلقى انتقادات من بعض الأطراف الدولية، إلا أنه يؤكد أن الشعب المصري، بحكومته ومثقفيه وعامته، ما زال يحمل رسالة واضحة: لا سلام دون عدالة، ولا عدالة دون عودة الحقوق إلى أصحابها.