
بقلم دكتور / صلاح صقر
الأستاذ بجامعة العريش
عشان تفهم عقلية ترامب وتحقق معه مكاسب لازم تشتغل معاه بالحتة .. ولازم تفهم اللى بين السطور فى كلامه .. كدا حتفهم كويس .. لكن لو ركزت فى كل كلامه .. حتوه .. ومش حتفهم حاجة .. لأنه بالأساس قاصد يتوه الكل ويلعب بيهم
كل اللى يعنينا بلقاء نتنياهو ترامب هو حاجتين مهمين ..
أولا : الاعلان بشكل صريح رفض مصر والاردن تهجير الفلسطينيين لارضهم وانه هناك مفاوضات مع دول اخرى
ثانيا : التأكيد أن وقف اطلاق النار مستمر وسيتم اطلاق سراح الأسرى ودا تكتيف لنتنياهو وحكومته أمام العالم
باقى كلام ترامب ممكن تقول عليه “هرى” والشوية الباقيين ترامب كان بيغششنا مخطط نتنياهو اللى بيفكر فيه عشان نجهز نفسنا قبل ما نقابله ترامب ونتكلم معاه عشان الكل يجيب آخره .
وعشان نعرف نتعامل مع ترامب فى الخطوة الجاية .. لازم نعرف ايه اللى نتنياهو اغرى بيه ترامب وايه اللى حلاه ياخده على حجره كدا ويهشتكه ويطبط عليه ويقوله تعالى بيبى ومتخافش ومحدش حيقدر يزعلك .
نتنياهو أغرى ترامب بموضوعنا مهمين
#الموضوع_الأول جاله من خلال تقارير رسمية من وزارة الدفاع الامريكية إن القبة الصاروخية الأمريكية اللى جربوها وقت حرب غزة كانت فشنك ومش عملية بالمقارنة بالقبة الحديدية الاسرائيلية اللى كانت أكفأ..
وزارة الدفاع أكدت لترامب أن إسرائيل لديها التكنولوجيا المطلوبة وترغب فى مساعدة امريكا لبناء أكبر وأقوى قبة حديدية فى التاريخ وسيتم مراعاة كل السلبيات التى اكتشفوها خلال حرب غزة الاخيرة فى هذه القبة الجديدة خاصة وأن الهجوم على اسرائيل كان بيتم من ٦ محاور هى (لبنان) و(اليمن) و(غزة) و(العراق) و(سوريا) و(ايران) وكانت كفاءة القبة الحديدية الاسرائيلية عالية جدا ولولاها لتدمرت إسرائيل
ترامب عجبه العرض ووافق ووقع على أمر تنفيذى بالبدء فورا فى تنفيذ هذا المشروع خاصة وأن العرض عليه تم من وزارة الدفاع الأمريكية نفسها .. يعنى من رجالته اللى قالوله أن دا مكسب كبير جدا جدا لأمريكا وعرض مستحيل نخسره .
#الموضوع_الثانى هو مشروع خط التجارة اللى حيربط الشرق بالغرب مرورا بالإمارات والسعودية واسرائيل .. والجديد ان نتنياهو عدل الخريطة ليكون الربط بالبحر المتوسط من قطاع غزة بشكل مغاير عما طرحه نتنياهو على بايدن من قبل .. والهدف من ذلك الاستفادة من مخزون الغاز الموجود بسواحل غزة الذى يمكن أن يجعلها مثل قطر
نتنياهو اقترح على ترامب تحويل قطاع غزة لمركز تجارة عالمى وتطبيق مشروع يوازى مشروع مارشال على القطاع باعادة هيكلته وبناءه بشكل عصرى على غرار تايوان وهونج كونج وماليزيا .. ورمى لترامب حته إنك حتكون يا حج ترامب رئيس مراجيح مولد النبى والمشرف العام على كل هذا المشروع اللى حيخليك تخنق الصين وتتحكم فى أوربا … وطبعا ترامب بيموت فى الحاجات دى .
نتنياهو أكد لترامب ان العقبة الوحيد فى تنفيذ هذا المقترح هو (حماس + مليون فلسطينى بقطاع غزة) .. والحل معاك يا حاج ترامب .. وكل اللى حيتم اننا حنعمل نفس اللى انت بتعمله وحننقل كل الفلسطينيين من غزة جوى أو برى أو بحرى زى ما انت بتعمل حاليا بالزبط مع المهاجرين غير الشراعيين اللى فى أمريكا
ولو العرب مصر والاردن رفضو ممكن نوزعهم على عدة دول .. ممكن نوديهم كندا مثلا .. ولو انت ضغطت على كندا بحوار الحدود حيوافقوا .. بس مش حنقول كندا حاليا عشان نشوف آخر العرب ايه لأنك لو ضغط عليهم تانى حيوافقوا
ترامب كان عاوز فى نفس الوقت ما يزعلش السعودية اللى حيستفيد منها كتير ، وكمان مش عاوز يزعل مصر لانها حليف مستحيل يخسره ويسيبه لروسيا و الصين .
وبناء على ما سبق قرر ترامب يشتغل فى حوار غزة بالراحة وبهدوء لحد ما يوصل لحل يرضى كل الأطراف وبطريقة تمكنه من الاستفادة من كل الاطراف
وعشان نوقف كل المخططات دى .. ونتعامل مع ترامب .. لازم نستفيد من الميزة النسبية اللى عندنا فى المنطقة واللى ممكن نبوظ بيها كل خطط نتنياهو مما يلى :
١- الضغط نحو التحرك بسرعة فى اعمار غزة لان التحرك في الملف دا بسرعة حيبوظ كل اللى بيفكر فيه نتنياهو ويحرقله المشروع من اساسة ودا يزود تمسك ترامب بالسعودية والخليج
٢- اللعب على إن الاستقرار مهم للجميع وان الفلسطينيين حتى لو تهجيرهم للقطب الجنوبى فقضيتهم لن تنتهى وسيكونوا كقنابل موقوتة فى العالم كله ولن يتم ايقافهم ابدا ولابد من الاستماع لهم وتوفيق اوضاعهم
٣- الاستثمارات السعودية والخليجية الضخمة ممكن تكون ورقة ضغط مهمة جدا على ترامب للاستماع لرؤية السعودية والخليج ومصر .. واعتقد ان بيان السعودية الاخير كان واضح وشفاف وحازم وقاطع انه لا سلام ولا استقرار بالمنطقة دون توفيق أوضاع الفلسطينيين فى دولة مستقلة على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية .
التعامل بلغة أصل ترامب وحش .. وبيحب نتنياهو اكتر مننا .. واصل كلهم ضدنا .. دا اسلوب ناس تعبانة .. وما ينفعش هنا .. وما يجيبش نتيجة .
ترامب مش عاوز حرب .. لا مع إيران .. ولا فى غزة .. ولا فى أوكرانيا .. ولا مع الصين .. ولا عاوز خلاف مع كوريا .. ونتنياهو مش حيعرف يضحك علي ترامب ويوقعه فى حرب مع إيران .. ترامب كل اللى يهمه حاليا مصلحة أمريكا .. واحنا كمان لازم نتحرك بالمبدأ دا .. مصلحتنا كلنا .
والخلاصة عشان ننجح مع ترامب لازم نتكلم معاه بلغو المصلحة .. ولازم نقوله بهدوء وبقوة وبالعقل :
– لا استقرار بالشرق الاوسط بدون حل عادل للقضية الفلسطينية ولا مساس ولا تهجير لأهل غزة
– عدم الاستقرار بالشرق الاوسط سيؤدى لفشل أى مشاريع بما فيها المشاريع التى عرضها عليك نتنياهو
– عدم جدية ترامب فى تبنى حلول عادلة للقضية الفلسطينية واستقرار الشرق الاوسط سيفتح الباب للصين وروسيا للتواجد بالشرق الاوسط وإفريقيا وهو أمر ضار وضد مصلحة امريكا
والأهم من كل ما سبق أن هذه الفترة لابد من تكاتف كل المنطقة ليكون الموقف قوى .. يعنى مصر حبيبة السعودية .. والسعودية حبيبه سوريا .. وسوريا حبايب مع العراق .. والعراق حبايب مع إيران .. وايران حبيبة السعودية .. واليمن حبيبة الامارات .. والإمارات حبيبة اليمن … الخ
يعنى الفترة دى حماااس حقها تقاوم الاحتلال .. والشرع زعيم .. وليس بيننا وبين إيران عداء .. ولو مالكش فى السياسة اقعد على جنب .. وما تتكلمش افضل
وعشان خاطر ربنا بلاش تأليف .. ولا لغة الانهزامية فى حوارنا .. وبلاش نعادى أى حد فيما عدا نتنياهو وأفعال نتنياهو اللى ضد الإنسانية .. وغير كدا إحنا فى مصر مالناش اعداء