
كتبت:هيام فايز
لاشك ان الإعلانات أصبحت تلعب دورا استراتيجيا كبيرا،
فبعد ان كان الهدف من الإعلان إبراز مميزات المنتج بطريقة خالية من الإبهار والتكلف.
أصبحت من أقوى الأدوات التي تستخدمها الشركات للتأثير على سلوك المستهلكين وتوجيه قراراتهم الشرائية،
وهذا الأمر أصبح يعتمد على خبراء واستراتيجيات ممنهجة لتحقيق الهدف المرجو منها.
واذا تأملنا جيدا سنجد ان مفهوم الدعاية الحديثة أختلف عن الماضى
فبدلا من تعريف الجمهور بالمنتجات والخدمات المتاحة،
وتكوين انطباعاته الأولى عنها أصبح يشمل التأثير النفسي والعاطفي وتوجيه اختياراته وميوله.
ولهذا أصبح المجال الدعائى حافل بالخبراء لتحقيق أهداف محددة بداية من اختيار ألوان جاذبة للإعلان
و شخصيات محبوبة ومؤثرة فى المجتمع فضلا عن فكرة الإعلان التى يجب ان تكون جديدة
ومميزة لجذب الجمهور ،فعلى الرغم من وجود جوانب إيجابية لهذا التأثير إلا ان هناك ايضا سلبيات.
ولعل من أبرز التأثيرات السلبية للإعلانات القدرة على إثارة الحاجات والرغبات لدى المستهلكين،
وذلك من خلال تصوير حياة أفضل، أو توفير حلول لمشكلات معينة،
أو تقديم مشاعر السعادة والرفاهية، يمكن للإعلان أن يُشعر المستهلك بأنه بحاجة إلى منتج معين.
فعلى سبيل المثال، إعلان عن هاتف جديد بميزات مبتكرة قد يدفع المشاهدين إلى الشعور
برغبة قوية في الحصول على الهاتف على الرغم من أنهم يمتلكون هاتفًا يعمل بشكل جيد.
كما ان إعلانات الشقق السكنية والفيلات والكمبوندات قد تجعل المواطن البسيط الذى طالما كان يشعر بالقناعة والرضاء
عن ما يمتلكه يلجأ للإقتراض او للعمل فى اكثر من وظيفة لإمتلاك فيلا او سيارة فارهه وذلك لينضم لصفوة القوم ممن تخاطبهم هذه الإعلانات.
وعلى الرغم من ان هذه الإعلانات قد تحفز البعض للعمل او الإقتراض آلا انها قد تصيب اخرون باليأس والإحباط والنقمة وذلك لعدم قدرتهم على شراء فيلا شاسعة او سيارة باهظة وغيرها.
وقد أصبح لكل إعلان جمهور محدد يستهدفه ويسعى لمخاطبته بطريقته عبر القناة المناسبة له، فعلى سبيل المثال
إذا كان الإعلان يستهدف الشباب، قد تكون وسائل التواصل الاجتماعي مثل إنستجرام وتيك توك وفيسبوك هي الأنسب.
أما إذا كان الإعلان يستهدف جمهوراً أكبر سناً، فقد تكون إعلانات الإذاعة و التليفزيون او المنشورات الدعائية أكثر فعالية.
كما ان إعلانات محرك البحث جوجل مفيدة فى حالة الأشخاص الذين يبحثون عن حل لمشكلة معينة.
ولم يكتف خبراء الإعلانات بهذا القدر وإنما استطاعوا مع التقدم التكنولوجى وظهور تقنية الذكاء الإصطناعى من اختراق عقل الجمهور ومعرفة توجهاته الشرائية،فمثلا عندما تفكر فى شراء ساعة ذكية او هاتف محمول تجد جميع الإعلانات المعروضة فى مواقع التواصل الإجتماعى لهذه المنتجات.
ولهذا فإن من يقضى وقت طويل فى مشاهدة التليفزيون اوتصفح المواقع ومحركات البحث عبر المحمول او الحاسوب ويكون عرضة لإستقبال زخم من الإعلانات البراقة الجاذبة ان لا ينساق ورائها ويقع فريسة فى الإقتراض او التداين لإشباع رغبته الشرائية وبخاصة مع تركيز هذه الإعلانات دائما على جملة “لدينا تسهيلات فى السداد”.