مقالات وآراء

اتصال هاتفي يهز المشهد السياسي … بقلم احمــــد شتيـــه

بقلم احمــــد شتيـــه

في اتصال هاتفي جرى مساء أمس، جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس عبد الفتاح السيسي، تم تسليط الضوء على قضايا مصيرية تشغل الشرق الأوسط، من بينها التصعيد العسكري في اليمن، والأزمة الإنسانية في غزة، إلى جانب تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة وواشنطن. جاء الاتصال في توقيت بالغ الحساسية، حيث تشهد المنطقة تصاعدًا في التوترات وتناميًا في الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمات .

أبرز محاور الاتصال
اليمن والتقدم العسكري ضد الحوثيين
كشف ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” أن المحادثة ركزت على “التقدم العسكري الهائل” ضد جماعة الحوثي في اليمن، والتي تتهم باستهداف السفن في البحر الأحمر.

وأشار إلى أن هذه العمليات تهدف إلى حماية الملاحة الدولية وتقليل الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تعطيل حركة التجارة ومن جهته، أكد الرئيس السيسي أهمية استعادة الهدوء في المنطقة لدعم استقرار البحر الأحمر، وهو ما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد المصري، خاصة بعد أن أعلن سابقًا عن خسائر قناة السويس التي تجاوزت 800 مليون دولار بسبب الأزمة .

غزة.. بحث الحلول والوساطة المصرية
ناقش الزعيمان الوضع في قطاع غزة، حيث أكد ترامب على “الحلول الممكنة” للأزمة، بينما شدد السيسي على دور مصر الوسيط في جهود إعادة الهدوء، خاصة بعد انهيار الهدنة الأخيرة في مارس الماضي. كما تطرق الطرفان إلى ضرورة تكثيف المساعدات الإنسانية للسكان . يأتي هذا في ظل رفض مصري قاطع لأي مقترحات بتهجير الفلسطينيين، وهو الملف الذي كان قد أثار جدلًا واسعًا في فبراير الماضي .

تعزيز التحالف الاستراتيجي
وفقًا للبيان الصادر عن الرئاسة المصرية، هنأ ترامب الرئيس السيسي بعيد الفطر، فيما أكد الجانبان “عمق وقوة العلاقات الاستراتيجية” بين البلدين. كما تم بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري، بما في ذلك ملف الأمن المائي وملف سد النهضة، الذي كان قد ظهر في اتصالات سابقة بينهما .

قراءة بين السطور
الرسائل الخفية: يُعتبر الاتصال محاولة أمريكية لاحتواء الانعكاسات السلبية لتصاعد العمليات العسكرية في اليمن وغزة، مع إبراز دور مصر كشريك رئيسي في استقرار المنطقة.

التوقيت الدبلوماسي جاء الاتصال بعد أيام من استئناف إسرائيل عملياتها في غزة، مما يوضح الضغوط الدولية لاحتواء الأزمة .

يمثل هذا الحوار الهاتفي استمرارًا للحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن، لكنه أيضًا يكشف عن التحديات المشتركة في ملفات شائكة مثل اليمن وغزة. بينما يروج ترامب لإنجازاته العسكرية، يظهر السيسي كمحور دبلوماسي لا غنى عنه في معادلة الشرق الأوسط. السؤال الآن: هل ستترجم هذه المحادثات إلى خطوات ملموسة نحو السلام، أم ستظل حبرًا على ورق في ظل تعقيدات المشهد؟
هذا ما ستجيب عنه الايام القادمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock