متابعة أشرف ماهر ضلع
تتسارع وتيرة النزوح الجماعي من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، في ظل اشتداد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تدفق مئات الآلاف من المدنيين نحو المناطق المحيطة، وعلى رأسها “طويلة” التي باتت تُعرف الآن بـ”مدينة الخيام”.
ووفق ما أفادت به منسقية النازحين واللاجئين في دارفور، فإن أكثر من 300 ألف نازح وصلوا إلى منطقة طويلة خلال أقل من ثلاثة أسابيع، هاربين من نيران القصف والمعارك، في وقت تشير فيه تقديرات ميدانية إلى أن عدد الفارين من معسكرات زمزم وأبوشوك ومحيط الفاشر قد تجاوز نصف مليون شخص.
المتحدث باسم المنسقية، آدم رُجال، كشف أن موجات النزوح لم تتوقف، إذ يشهد كل من فنقا، جبل مرة ونيرتتي وصول نازحين جدد يومياً، بينما الحياة في المخيمات تكاد تكون معدومة، في ظل غياب الماء والغذاء والدواء، وتوقف تام للمساعدات الإنسانية عن شمال دارفور.
وفي ظل الحصار المفروض على الفاشر من قبل قوات الدعم السريع، تتفاقم الأزمة مع توقف الإمدادات الغذائية والدوائية، وسط تقارير أممية تؤكد مقتل أكثر من 100 مدني، بينهم 20 طفلاً، جراء هجمات جوية وبرية شنتها قوات الدعم السريع منذ بداية الشهر.
مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) حذر من كارثة إنسانية وشيكة في المدينة، حيث لم تعد الفاشر – وهي أكبر مدن إقليم دارفور – قادرة على الصمود أمام الضغط العسكري والمعاناة الإنسانية المتصاعدة.
