مقالات وآراء

تحرير سيناء… قصة كرامة ومسيرة تنمية

جريدة الصوت

في كل ربيع، تتجدد ذكرى الخامس والعشرين من أبريل، لا كموعد على روزنامة، بل كنداء خالد في وجدان الأمة.
تحرير سيناء ليس فقط حكاية استعادة أرض، بل قصة شعب قرر أن يصنع المجد، ويحمي الكرامة، ويواصل البناء مهما كانت التحديات.

في هذا العدد، تسلط الكاتبة فيفي سعيد محمود الضوء على هذا الحدث المفصلي، بين زمن المعركة وواقع التنمية، بين البندقية والفكرة، في مقال يفيض بالحب والوعي والولاء.

اقرأوا معها…
“تحرير سيناء… قصة كرامة ومسيرة تنمية”
ولتظل الكلمة دائمًا في صف الوطن.

تحرير سيناء… قصة كرامة ومسيرة تنمية

بقلم: فيفي سعيد محمود

في كل ربيع، تتجدد ذكرى الخامس والعشرين من أبريل، لا كموعد على روزنامة، بل كنداء خالد في وجدان الأمة.
تحرير سيناء ليس فقط حكاية استعادة أرض، بل قصة شعب قرر أن يصنع المجد، ويحمي الكرامة، ويواصل البناء مهما كانت التحديات.
في الخامس والعشرين من أبريل من كل عام، تحتفل مصر بذكرى تحرير سيناء، تلك الأرض الطاهرة التي سُقيت بدماء الشهداء، وتوشّحت بالعزّة والكرامة، لتبقى شاهدًا خالدًا على ما يستطيع شعب مصر أن يحققه حين تتوحّد إرادته.

لم يكن التحرير مجرد استعادة شبر من الأرض، بل كان ملحمة وطنية سطّرها التاريخ بحروف من نور، أثبتت أن الكرامة لا تُشترى، وأن السيادة لا تُنتزع بالمفاوضات فقط، بل تُروى بدماء الأبطال وعزيمة الأحرار.

وسيناء، عبر أكثر من أربعة عقود، لم تعد مجرد أرض حُررت، بل أصبحت ساحةً للبناء والتنمية الشاملة. فقد وضعت الدولة المصرية على عاتقها أن تُحوّل سيناء من منطقة مهمّشة إلى قلب نابض بالإنتاج، وامتداد استراتيجي يعزّز أمن مصر القومي.

ولنا في ذلك الشواهد الحيّة، حيث شهدت السنوات الأخيرة نهضة تنموية غير مسبوقة؛ من إنشاء الأنفاق التي تربط سيناء بالوادي، إلى إقامة المشروعات الزراعية والصناعية، وتطوير المدارس والمستشفيات والمرافق الأساسية، بما يعزّز فرص الحياة الكريمة لأهلها.

إن تسليح الجيش وحده لا يكفي، فالسلاح الأقوى اليوم هو التنمية. وكل مشروع يُقام في سيناء هو بمثابة جندي جديد في صفوف الحماية. فبالعمل، نستكمل ما بدأه الأبطال في ميادين القتال، وندعم الأمن بالفرص، ونحمي الأرض بالاستقرار.

معركة الكرامة لم تنتهِ بتحرير الأرض، بل تستمر في كل يد تبني، وفي كل عقل يخطط، وفي كل قلب ينبض بالولاء. وسيناء، بما تحمله من رمزية عظيمة، ستظل في قلب كل مصري أمانة لا تُفرّط، ومهدًا لتاريخنا، وجسرًا لمستقبلنا.

فمعركة الوعي لا تقل خطرًا عن الحرب فى حد ذاتها

تحرير سيناء هو درس لا يُنسى، وعهد لا يُنكر، ومسؤولية لا تسقط. فلنحتفل لا بالذكرى فقط، بل بالفعل. ولنجعل من كل يومٍ على أرضها عيدًا جديدًا للبناء والتنمية والسلام.

ولنقف جميعًا على قلب رجل واحد، لصدّ كل من تُسوّل له نفسه استقطاب أبنائها بدعوى لقمة العيش، أو ترويج الأفكار الهدّامة، أو استغلال الذكاء الاصطناعي فيما لا يفيد، في إطار ما يسمى بحروب الجيل الخامس.
فهي حرب من نوع آخر، تتطلّب وعيًا، ويقظة، وتكاتفًا شعبيًا لا يقلّ أهمية عن معركة التحرير ذاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock