
“نبضات من قلب التاريخ: تحت سقف المجلس الأعلى للقبائل”
خواطر بقلم: طارق فتحى السعدنى
في قلب الأرض الطيبة، حيث يلتقي تاريخ الأجداد بأحلام الأحفاد، تنبع أصالة القبائل العربية والمصرية، وتظل كالجبل الراسخ في وجه الرياح العاتية. ولكن، كما لا تنمو الأشجار إلا في تربة خصبة، فإن المجالس التي تعكس حكمتها وقرارها يجب أن تنمو في بيئة تنبض بالعدالة والنزاهة، بعيدًا عن أطماع الشخصيات التي تسعى لاستغلال الفرص لأغراضها الشخصية.
أيتها الأرواح العظيمة، التي رسمت مساراتها بخطوط من شرف، ليتنا ننتبه جيدًا إلى أن أسمائنا في هذا المجلس ليست مجرد حروف على الورق، بل هي أمانة في رقابنا. فكل منّا هو حصنٌ للأجيال القادمة، وكل قرار نتخذه هو بذرة تُزرع في تربة الأمة، فتستحق أن نرويها بالعقل والتفاهم.
إن مجلسنا هذا، الذي يحاول أن يجمع شتاتنا ويوحد كلمتنا، يجب أن يبقى فوق كل نزاع شخصي، وأكبر من أي مسعى ضيق. لابد أن نضع قوانيننا في صفٍّ واحد، مع احترام العقول، وتقدير الأخلاق، وإعلاء مصلحة القبيلة والمجتمع على كل شهوة ذاتية. فكما تتناغم أصوات الطبول في احتفالاتنا، يجب أن تتناغم أفكارنا في وئامٍ لتحقيق الأمل المشترك.
لتكن العيون مفتوحة، والحكمة حاضرة، ولا مجال للانحراف عن الطريق. من يحاول أن يسرق بريق هذه المجالس أو يلوّنها بألوان مصالحه الشخصية، عليه أن يعلم أن القبائل التي نشأت على العزيمة لن تتقبل إلا ما يعكس قوتها ووحدتها. لن نقبل بتقسيم البيت تحت أي مسمى، فالمجلس هو مكان القرارات، وأرض الحوار، وسقف العدالة، لا ميدانًا للغوايات.
فلنكن كما كان أسلافنا، شرفاء في القول، أقوياء في الفعل، ورفقاء في الدرب. ولنظل أمناء على تماسكنا، رافعين راية التعاون في السماء، لا راية الانقسام أو التشويش. فكما توحدت أصواتنا في الماضي، فلتوحدنا حكمة الأجيال القادمة في صنع مستقبل مشرق