
المستشار/ أسعد محمود الهفل
منذ هجوم فصائل المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر 2023 رداً على الانتهاكات الإسرائيلية والاعتداءات الصهيونية على المواطنين الفلسطينيين والحصار الخانق الذي ضربته إسرائيل على قطاع غزه طوال عشرات السنين والكيان الإسرائيلي يرتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين فقد بدأت جرائمها البشعة في تدمير المستشفيات والمدارس وجميع مقومات الحياة فلم تسلم من جرائمها حتى المنظمات الدولية والأهلية التي لا تمارس أي نشاط سوى تقديم الخدمات المدنية للمواطنين والتي هي محمية طبقاً للقانون الدولي ثم قامت أخيراً بقتل الكوادر الطبية بشكل مباشر لمنع جميع وسائل العلاج التي يمكن ان يتلقاها المصابين وتركهم ينزفون حتى الموت والأكثر من ذلك قامت أخيراً بقتل أطفال هؤلاء الكوادر الطبية بشكل مباشر في غاية البشاعة مثل قتل تسعة أطفال من أبناء الدكتورة آلاء النجار الامر الذي يعبر عن هوس حكومة المتطرفين في إسرائيل بممارسة هذه الجرائم البشعة التي لم يعرف التاريخ البشري في جميع عصوره مثلها ، لقد صدر في الأسبوع الفائت بعض التصريحات عن بعض قادة أوروبا يطالب حكومة المتطرفين بوقف حرب الإبادة التي تشنها على غزه بالرغم التأييد الاعمى والمطلق الذي منحه هؤلاء لحكومة المتطرفين في إسرائيل منذ تاريخ بدء حرب الإبادة فقد حصلت منهم وما تزال على جميع وسائل الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي والإعلامي ولولا ذلك الدعم الاعمى لما تجرئت حكومة المتطرفين الى الدعوة علناً الى تهجير اهل غزة الى خارج فلسطين وإقامة الدولة اليهودية على جميع الأراضي الفلسطينية، فما الذي تغير في الواقع لكي يصدر عن بعض حكومات الغرب الغرب مثل هذه التصريحات وما هو إثرها على استمرار حرب الإبادة التي تشنها حكومة المتطرفين في إسرائيل، فالحقيقة أن ما صدر من تصريحات هي على الرغم من أهميتها لا تعتبر تغيير في الموقف الغربي من دعم إسرائيل الغير محدود والذي كان وما يزال منذ قيام هذا الكيان على أراضي فلسطين بدعم بريطاني “وعد بلفور 1917” وإنما جاء لذر الرماد في العيون في فترة يعاني العالم اضطرابات سريعة تشهدها الساحة الدولية، وإلا كيف تستقيم هذه التصريحات مع استمرار الدعم العسكري والسياسي والإعلامي حتى بعد صدور هذه التصريحات بل ومنع الناشطين والمتظاهرين من التعبير عن رأيهم في إدانة هذه الجرائم البشعة.