ظهرت منذ بداية تكوين المجتمعات البشرية قديما فكرة حماية ورعاية حقوق الإنسان وحياته والحفاظ عليها وعلى كرامته ونبذ أي شكل من أشكال العنف قد يتعرض له.
حتى وإن كان هذا العنف ناتج عن أخطاء يرتكبها مثل السرقه والقتل و الإغتصاب وغيره ، وهذه تم إنشاء قوانين لمعاقبة مرتكبيها بشكل منظم ، أو أخطاء لا يرتكبهاو لا ذنب له فيها مثل اللون والدين والجنس والعرق إلى آخره.
وأكثر الدول مناداة بحقوق الإنسان والصراخ عليها هم الأوروبيين و الأمريكان، إنهم يدعون المثاليه في الوقت الذي يرون ما يحدث في غزه من تجويع وإباده وقتل عمد أمام عدسات الكاميرات يومياً و لا حياه لمن تنادي .
وهذه أمور للأسف إعتدنا رؤيتها حتى أصبحت لا تستفز ما بنا من نخوه ولكن مؤخراً شاهدت حدثا غريباً ،حدث في الهند وهو لثلاثه شباب قاموا بذبح بقره في منطقه يسيطر عليها الهندوس الذين يعبدون هذا الحيوان.
وقد قام الهندوس أمام عدسات الكاميرات بعد أن حكمت عليهم المحاكم العرفيه الهندوسيه بالاعدام حرقا وهم أحياء وبالفعل تم تقييدهم وربطهم بسلاسل حديديه ثم وضعهم داخل قفص حديدي .
وعن طريق ونش تم وضع القفص الذي به هؤلاء الشباب داخل هيكل من القش ، وقاموا بإشعال النار في القش، وبالطبع الجماهير الهندوسيه التي تشاهد هذه المأساة، أخذت تهتف وتصفق فرحا بإحراق هؤلاء الشباب.
أعلم تماماً ان هذه عقيدة الهندوس وأنهم يرون أن البقره مقدسه ولا يجب المساس بها ، وأن هؤلاء الشباب اخطأوا ولا حول ولا قوه الا بالله الحيوان مقدس لدرجه أنه عند ذبحه يقتل الإنسان حرقا، أبشع صور التعذيب في هذا الزمان .
ولكن ما يثير فضولي حقا هو أننا لم نسمع صوتا واحداً يأتي من مدعي المثاليه والتحضر والتمدن الأوروبيين أو الأمريكان برفض هذا الأمر أو الإعتراض عليه بدعوى حقوق الإنسان .
لكن إن فعل هذا مسلم أو هذا الفعل لأشخاص في دوله مسلمه ستقوم الدنيا ولا تقعد، وربما يحركون الجيوش للبحث عن المجرم الحقيقي ضد حقوق الإنسان هذه الازدواجية، تجعلنا نعيد التفكير مره اخرى.
بالفعل لابد وأن نعيد التفكير هل حقوق الانسان حقيقه ام وهم، هل تجد من يصر على أن تبقى موجوده بين البشر أم أن المصالح هي التي تحكم القصه اي نعم إنها المصالح الفائده من وراء ذلك، وما هي إلا شعارات يطلقون منها تاره هنا وتاره هناك.
الأوروبيون يظهرون من وقت إلى آخر إنهم مجموعه من الهمج تحكمها عصابات، لا هم لهم إلا نهب خيرات الآخرين وخير دليل على ذلك ان حضارتهم المزعومة، قائمه على ما تم سلبه من الحضاره الاسلاميه في الأندلس وقبلها من العراق ومن مصر ومن هنا ومن هناك.
الحضاره الاوروبيه هي في الأساس الحضاره الإسلاميه الحضارة العربيه، لكنهم بعد أن سرقوا ونهبوا أطلقوا عليها أسماء علمائهم وأسماء اساتذتهم، حتى تصبح الحضاره الأوروبيه هي الأساس وللحديث بقيه.