دين ومجتمع

إجهاض الوليد من بطن أمه

جريدة الصوت

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وإمتنانه وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الداعي إلى رضوانه وعلى اله وصحبه وجميع أخوانه، أما بعد عباد الله اتقوا حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون وبعد إن من حقوق الطفل في الإسلام هو حق الحياة، وقد أخبر الله سبحانه وتعالي أن الذين يقتلون أولادهم سيسألون بين يدي ربهم يوم الحشر فقال تعالي ” وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ” ومن قتل الأولاد هو إجهاض الوليد من بطن أمه وهو في طور التكوين فهذا يعتبر في الإسلام قتلا للنفس إذا تم بفعل فاعل وكان الجنين قد مضى عليه أكثر من أربعين يوما فتجب الدية حينئذ على من كان سببا في إسقاطه، وكما شدد الإسلام في التحذير من قتل الأولاد إذ أمر الله نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم.

أن يبايع من أراد الدخول في الإسلام من النساء على جملة من الشروط من بينها أن لا يقتلن أولادهن كما جاء ذلك في سورة الممتحنة، وحفظا لحياة الجنين فقد رخص الإسلام للحامل أن تفطر في شهر رمضان إذا كان صيامها يضعف جنينها ويهدد حياته، فيقول الله سبحانه وتعالي في سياق ذكر أحكام الصيام ” وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين” والمراد بالذين يطيقونه الحامل والمرضع كما قال ابن عباس فإن كلا منهما قادرة أن تصوم ولكنها تفطر من أجل جنينها، فهذه عليها الفدية فقط ولا قضاء عليها لما فيه من المشقة عليها إذ أن الرضاعة تستغرق سنتين والحمل تسعة أشهر فقد يتوالى عليها خلال هذه المدة رمضان بعد رمضان فيشق عليها قضاء ستين أو تسعين يوما فكان التخفيف عنها من أجل سلامة جنينها، كما أباح الإسلام للحامل.

أن تأكل وتشرب ما تتوحم عليه من المحرمات إذا كان إمتناعها منه يشكل خطرا على حياة الجنين، وذلك قوله سبحانه ” إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم” ويعني من اضطر إلى أكل الميتة أو غيرها من أصناف المحرمات وكان صادقا في إضطراره فلا إثم عليه في أكله، وهذا الحكم يشمل كل من أصابته مجاعة ولم يجد من الحلال ما يسد به جوعه فيجوز له تناول المحرمات بهذا العذر، والحامل إذا إضطرت إلى تناول المحرمات إبقاء على حياة جنينها كانت مشمولة بهذا الحكم، وكما أن من حقوق الطفل هو تعاليمه حب الإسلام، واعلموا أن من مراحل تعليم الطفل حب الإسلام هي المرحلة الثالثة وحتى السادسة من عمره ، وينبغي أن نوضح لأطفالنا أن الإنسان دائما ما يكون بحاجة.

إلى من يعتمد عليه ويتوكل عليه وبحاجة إلى قوة عظمى عادلة تكفل له العيش الكريم، والأمن والاطمئنان وقوة تعطيه ما يسأل، وتمنع عنه ما يخاف وتفصل بينه وبين غيره بالحق، وقوة تحقق له أمانيه، وتحفظ روحه وجسده من الهلاك، وهذه القوة العظمى هي الله سبحانه وتعالى، ثم نشرح له ببساطة قوله تعالى ” إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم إستوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين” فاللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، اللهم وفق قائدنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم أصلح له بطانته اللهم وفقه لكل خير وبر، واجعله معينا لأوليائك، حربا على أعدائك يا ذا الجلال

والإكرام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock