فن وثقافة

استسلام بارد …

كتبت شيماء محمود امين
أمضي في طُرُقٍ لم أخترها، بخُطى لا تشبهني،
أعلم أن هذه الوجهة ليست لي،
ومع ذلك… لا أملك جرأة التراجع،
ولا حتى رغبة في الاعتراض.
تتراكم اللحظات فوق صدري كالصخور،
ولا أحاول إزاحتها…
ليس رضا، بل خُمول،
ليس قناعة، بل انطفاء.
تمر الأيام وأنا أتلقى كل ما يأتي،
كأنني صفحة بيضاء ملقاة في مهبّ الريح،
تُكتب عليها قرارات لا تخصّني،
وأنا لا أُبدي رفضًا، ولا حتى اعتراضًا خافتًا.
هل فقدت صوتي؟
أم أني سئمت استخدامه؟
أم أني ببساطة… نسيت كيف يكون للرفض طَعم؟
كيف تكون للمقاومة حرارة؟ وللغضب حياة؟
كل ما فيّ ساكن،
ساكن بطريقة تؤلم ولا تُبكي،
تُميت ولا تُنهي.
كنتُ يومًا أشتعل من فكرة،
أهتزّ لحدث، أقاتل من أجل شيءٍ أؤمن به،
أما الآن…
فحتى الإيمان بات هشًّا،
والأحلام نائمة، إن لم تكن قد ماتت.
كأنني في هدنة مع الحياة…
هدنة لم أطلبها،
ولم أوقّع عليها،
لكنني انضممت إليها،
لأني لم أعد أملك القدرة على الحرب…
ولا حتى على السلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock