
بقلم : طارق فتحى السعدنى
هناك صوت خافت فى كل زاوية من هذا الواقع، يقول: “الأمور لا تسير كما نأمل”.
نرى الناس تمشي في الشوارع بوجوهٍ مرهقة وعيون تفتش عن بارقة أمل وسط ضجيج الحياة و مفاجآتها الثقيلة.
لم تعد المخاوف تقتصر على نشرة الأخبار، بل أصبحت تسكن البيوت و تتسلل إلى الحديث اليومي، وتلقي بظلها على طموحات الشباب، وعلى ملامح الكبار وهم يحسبون ما تبقى من طاقة وصبر.
ما يحدث حولنا ليس بسيطا.
هناك من يخاف من الغلاء، ومن يفكر كيف يؤمن مستقبل أولاده. وهناك من يخشى الحرب، ومن يتساءل: هل هذا العالم يسير نحو الاستقرار أم نحو المجهول؟
الواقع محمل بالأحداث.
في الداخل، ضغوط اقتصادية، وهموم معيشية، وإحساس عام بأن الحمل ثقيل والوقت لا يسعف.
وفي الخارج، مشهد مشتعل، وحروب تطرق الأبواب، وصراعات تحبس الأنفاس، وأخبار لا تترك لنا فسحة للطمأنينة.
هذه المخاوف ليست ضعفا، بل دليل على الوعي.
لكنّ الخطر الحقيقي أن نعتاد الخوف، أو نصمت عليه، أو نفقد القدرة على الحلم وسط كل هذا الضجيج.
نحن بحاجة إلى من يقرأ هذا الواقع بصدق، لا بالتبرير.
نحتاج إلى من يسمع أنين الناس، لا من يرد بأرقام جامدة وخطابات محفوظة.
نحن بحاجة إلى لمسة إنسانية في القرار، وإلى طوق نجاة من التخبط، وإلى قلوب تقودنا قبل العقول.
فالواقع مهما كان صعبا، يلين حين نجد من يشعر بنا.
والمستقبل، مهما بدا غامضًا، يمكن أن يُضاء بكلمة صدق، وخطوة شجاعة، وإرادة لا تعرف الهروب