دين ومجتمع

كيفية تأدية مناسك العمرة 

جريدة الصوت

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ذي الكبرياء و العزة والجلال تفرد سبحانه بالأسماء الحسنى

وبصفات الكمال، أحمده سبحانه وتعالى وأشكره عظم من شأن حرمة المال وأشهد أن لا إله إلا الله وحده

لا شريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا وسيدنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

ما خطر ذكره على بال وما تغيرت الأيام والأحوال أما بعد يا عباد الله إحرصوا على العمرة، فهي من الأعمال الجليلة،

والعبادات العظيمة، التي تتعلق بتقديس أعظم وأول بيت وضع للناس،

وقد شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بالحج ، الذي هو أحد أركان الإسلام،

في بعض الأعمال كالإحرام وغيره، وقيل أنه أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج،

فقالت امرأة لزوجها حجني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فقال ما عندي ما أحجك عليه، قالت فحجني على ناضحك.

قال ذاك يعتقبه أنا وولدك، قالت حجني على جملك فلان،

قال ذلك حبيس سبيل الله، قالت فبع تمرتك،

قال ذاك قوتي وقوتك، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة،

أرسلت إليه زوجها، فقالت أقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام ورحمة الله،

وسله ما تعدل حجة معك؟ فأتى زوجها النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله،

إن امرأتي تقرئك السلام ورحمة الله، وإنها كانت سألتني أن أحج بها معك،

فقلت لها ليس عندي ما أحجك عليه، فقالت حجني على جملك فلان فقلت لها

ذلك حبيس في سبيل الله، فقال صلى الله عليه وسلم ” أما إنك لو كنت حججتها فكان في سبيل الله ” فقالت حجني على ناضحك فقلت ذاك يعتقبه أنا وولدك، قالت فبع تمرتك فقلت ذاك قوتي وقوتك، قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبا من حرصها على الحج،

وأنها أمرتني أن أسألك ما يعدل حجة معك، قال صلى الله عليه وسلم ” أقرئها مني السلام ورحمة الله، وأخبرها أنها تعدل حجة معي عمرة في رمضان” ومن محظورات الإحرام هو الطيب وقتل صيد البر وعقد النكاح والجماع والمباشرة وهي ملامسة المرأة بشهوة، فإذا وصل مكة فالأفضل أن يبدأ بمناسك العمرة فيبدأ بالطواف، ويسن له في هذا الطواف سنتان الأولى الإضطباع وهي أن يكشف عن عاتقه الأيمن فيجعل وسط الرداء من تحت إبطه الأيمن ويرد طرفه على كتفه الأيسر من أول الطواف الى آخره، والسنة الثانية وهو الرمل وهو الهرولة فوق المشي ودون السعي أي الجري، وذلك في الأشواط الثلاثة الأولى ثم يمشي ويبدأ الطواف من الحجر الأسود يشير إليه ويكبر وإن تمكن من تقبيله أو استلامه فهو أفضل وإذا بلغ الركن اليماني.

فإن تمكن من إستلامه إستلمه وإلا مضى ولا يشير إليه بتكبير ولا غيره فإذا جاوزه قال ” ربنا آتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار” والواجب عليه أن يطوف سبعة أشواط وإذا شك فلم يدر كم طاف بنى على الأقل فإذا شك هل طاف خمسا أو ستا اعتبرها خمسا وهكذا، وليس للأشواط ذكر معين بل يذكر الله ويدعوه بالأذكار الشرعية حسب ما يفتح الله به عليه، والوضوء واجب للطواف على الصحيح، وإذا أقيمت الصلاة وأنت في الطواف فتكمل الشوط من حيث إنتهيت، ولا يسن إستلام مقام إبراهيم ولا التمسح به، بل إذا فرغت من الطواف صليت ركعتين عند المقام جاعلا إياه بينك وبين الكعبة، وإذا كان الزحام شديدا صليت الركعتين حيث تيسر لك تقرأ في الأولى بالكافرون وفي الثانية بسورة الإخلاص يعني بعد الفاتحة ولا يشرع الدعاء بعدها.

ثم تنطلق الى السعي مبتدئا بالصفا والسنة أن ترقى الصفا وتقول ما ورد وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دنا من الصفا قرأ ” إن الصفا والمروة من شعائر الله ” أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت فإستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات” رواه مسلم، ثم تتجه ماشيا الى المروة فإذا وصلت العلم الأخضر فيسن للرجل السعي يعني الجري إلى العلم الأخضر وأما المرأة فتمشي لأنها مظنة التكشف والفتنة، وإذا وصل المروة قال ما ورد من الأذكار الشرعية وهي التي تقدم ذكرها عن الصفا إلا الآية فلا يقرؤها، والسعي سبعة أشواط من الصفا الى المروة شوط .

ومن المروة الصفا شوط، ثم يحلق شعره أو يقصره والحلق أفضل والتقصير يكون من جميع الرأس أما ما يفعله كثير من الناس من أخذ شعرات من بعض جوانب الرأس فهذا لا يحصل به التحلل ومن فعله جاهلا أو إتباعا لقول بعض أهل العلم فلا حرج عليه فيما مضى، والمرأة تجمع ظفائرها وتقص منها شيئا يسيرا وبذلك تتم أعمال العمرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock