
بقلم: طارق فتحى السعدنى
مصر، أم الدنيا، هذه الأرض التي شهدت على مر العصور فصولًا من العظمة والتاريخ الغني،
التي كانت مهداً للعديد من الحضارات القديمة والمراكز الثقافية التي أسهمت في بناء العالم. فموقعها الجغرافي والتاريخي جعلها على مر العصور مركزًا للعلم والمعرفةومنبعًا للأديان السماوية والمعتقدات التي أثرت في البشرية جمعاء.
عندما نتحدث عن مصر، لا يمكننا أن نغفل عن تاريخها الممتد لآلاف السنين
الذي بدأ من أقدم الحضارات الفرعونية العظيمة التي تركت لنا أهرامات الجيزة ومعابد الكرنك، وصولًا إلى العصر الإسلامي الذي شهد بناء الأزهر الشريف، أقدم الجامعات في العالم، والعديد من المعالم التي تحكي قصة الثقافة والعلم والدين.
مصر كانت وما زالت موطنًا للعديد من الأنبياء والرسل فقد أرسل الله سبحانه وتعالى إلى أرضها العديد من الأنبياء، منهم موسى عليه السلام الذي بعثه الله إلى فرعون ليحرر بني إسرائيل، ويوسف عليه السلام الذي حكيت قصته في القرآن الكريم كأحد أبرز الرموز الدينية.
مصر أيضًا شهدت ميلاد المسيح عليه السلام في وقتٍ لاحق وهو ما جعلها تعد من الأماكن المقدسة في الديانات السماوية الثلاث.
أرض العزة والكرامة على مر التاريخ فقد أثبت الشعب المصري أنه قادر على مواجهة الصعاب والتحديات التي تهدد عزة وكرامته.
فمصر لم تكن يومًا مجرد أرض جغرافية،
بل كانت رمزا للنضال والبطولة، سواء في العصر الفرعوني أو في العصر الحديث.
من معركة بدر في العصر الإسلامي إلى حرب أكتوبر 1973 التي سجلت فيها مصر نصرا عسكريا عظيما على إسرائيل
أثبت المصريون أنهم يواجهون التحديات بقوة وعزيمة لا تلين.
لا تقتصر عزة مصر على قوتها العسكرية بل تمتد إلى ثقافتها وحضارتها التي أثرت في كافة مناحي الحياة.
من الأدب والفن إلى العلوم والفلسفة. في كل زاوية من هذا البلدتجد آثارا تدل على حضارة قديمة وحضور قوي للأفكار التي نشأت هنا وامتدت إلى مختلف أنحاء العالم.
وعلى الرغم من التحديات العديدة التي تواجهها، تظل أم الدنيا وأرض العزة والأنبياء.
فهي لا تزال تحتفظ بموقعها البارز في العالم العربي والإسلامي وتسعى إلى إرساء أسس التنمية المستدامة التي تضمن لمواطنيها حياة كريمة ومستقبل مشرق.
تقدم مصر نموذجًا في التعايش بين الأديان والثقافات المختلفةحيث يعيش المسيحيون والمسلمون جنبًا إلى جنب في تناغم،
مما يعكس قدرة هذا البلد على الاحتفاظ بتراثه العريق في العصر الحديث.
إن مصر لن تظل مجرد تاريخ في الكتب بل هي حاضر حي ينبض بالحياة وأمل في غدٍ أفضل.
ومن خلال شبابها الذين يحملون إرث الأجداد، وأرضها التي تحتضن ملامح الأديان والثقافات
تبقى مصر كما كانت دائمًا، أم الدنيا وأرض العزة والأنبياء.
وختاما مصر هي أكثر من مجرد جغرافيا، هي رمز للعراقة، وعنوان للعزة، ومسار للأنبياء،
بل هي عنوان للأمل في غدٍ أفضل، وستظل دائمًا مصدر إلهام للعالم
بما تحويه من تاريخ حي وثقافة غنية وشعب ناضج قادر على مواجهة أي تحديات قادمة