عربي وعالمي

الملف السورى يشهد تحولا ملحوظا فى ظل الحضور الأوروبى المتزايد على الساحة السياسية

جريدة الصوت

الملف السورى يشهد تحولا ملحوظا فى ظل الحضور الأوروبى المتزايد على الساحة السياسية

كتبت مرفت عبد القادر 

يشهد الملف السورى تحولا ملحوظا فى ظل الحضور الأوروبي المتزايد

على الساحة السياسية السورية خصوصا

بعد زيارة قيادات بارزة من فرنسا وألمانيا إلى دمشق.

هذه الزيارة تأتى كإشارة دعم للإدارة الجديدة في سوريا، لكنها تحمل شروطا متعلقة

بالانتقال السياسى والشمولية فى تمثيل مكونات الشعب السورى.

تبرز هذه التطورات فى وقت يشهد فيه الداخل السورى مرحلة انتقالية دقيقة

حيث التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية تتطلب جهودا جماعية

لتحقيق استقرار حقيقى.تعتبر زيارة وزيرا الخارجية الفرنسى والألمانى

خطوة مهمة تعكس رغبة أوروبا فى لعب دور فاعل فى مستقبل سوريا.

ووفقا لعضو الهيئة السياسية فى الائتلاف الوطنى السورى أحمد بكوره

فإن هذه الزيارة تحمل تفاؤلا لكنها ترتبط بتنفيذ شروط أساسية منها الانتقال السياسى

وبناء حكومة تكنوقراط تشمل جميع المكونات.

ويشير بكوره فى حديثه إلى أن الاتحاد الأوروبى يدرك أهمية دعم المرحلة الانتقالية

ولكنه يطالب بتحقيق توافق شامل داخل سوريا مشددا على أهمية المدن الشمالية

مثل الرقة والحسكة فى العملية السياسية.ويرى الناشط السياسي علي محمد السلطان أن أوروبا

قدمت رسالة دعم للإدارة الجديدة معبّرا عن قناعة أوروبا بالتغيرات التى حدثت

بعد سقوط النظام السابق. لكنه أكد على أهمية أن يتجنب الأوروبيون فرض شروط صارمة

بل تقديم اقتراحات تساهم فى تعزيز الشراكة وتحقيق التطلعات الشعبية.

أما أستاذ الفلسفة السياسية الدكتور رامى الخليفة العلى فقد شدد على أن الدعم الأوروبي ليس بلا شروط

ويتطلب خطوات فعلية على الأرض خصوصا فيما يتعلق بتشكيل حكومة تشاركية تضمن التمثيل العادل لجميع الأطراف.

وأضاف أن هناك قلقا أوروبيا من استمرار النفوذ الروسى فى سوريا

مما يفرض تحديات إضافية أمام الإدارة الجديدة.يشكل الوجود الروسى فى سوريا

نقطة توتر كبيرة فى العلاقة الأوروبية-السورية.

وقد أشار بكوره إلى أن الدور الروسى خلال السنوات الماضية كان سلبيا للغاية

وأن تحقيق التغيير يتطلب معالجة الأضرار التى لحقت بالشعب السوري جراء هذا النفوذ.

ومع ذلك يؤكد الناشط السلطان على إمكانية بقاء القواعد الروسية

إذا خدمت مصلحة الشعب السوري وتم التفاوض على شروط واضحة.

من جهته يرى الدكتور العلي أن الأوروبيين يفضلون عدم التعاون مع النظام الروسى

ويطالبون بانسحاب القوات الروسية كشرط لتحسين العلاقات مع سوريا.

هذا التوجه يعكس رغبة أوروبا فى تقليص النفوذ الروسى فى الشرق الأوسط

خاصة بعد تجربتها المقلقة مع روسيا فى أوكرانيا.

رغم التصريحات الإيجابية الصادرة عن الإدارة الجديدة إلا أن الانسجام بين مكوناتها يواجه تحديات.

الدكتور العلى أشار إلى وجود تناقضات فى الخطاب الرسمى

حيث تتباين مواقف بعض المسؤولين داخل الإدارة الجديدة.

كما أن هيئة تحرير الشام التى لعبت دورا مهما فى المرحلة السابقة،

لا تزال تثير قلقا داخليا وخارجيا خاصة فى ظل مخاوف من استئثارها بالقرار السياسى.

فى السياق نفسه أكد بكوره على أهمية تنظيم مؤتمر وطنى شامل يضمن مشاركة جميع الأطياف السياسية والإثنية فى سوريا

ولفت إلى أن إهمال بعض الفئات مثل المنشقين والمدن الشمالية

يعمّق شعور الإقصاء ويعيق تحقيق شراكة حقيقية.تثير العلاقة مع تركيا

جدلا كبيرا فى الأوساط الأوروبية والسورية.

وأوضح العلى أن التأثير التركى على الإدارة السورية الجديدة يمثل مصدر قلق لبعض الأطراف،

خصوصا أن الأوروبيين يسعون لتحقيق توازن في الساحة السورية بمشاركة عربية أوسع.

زيارة وزير الخارجية السورى إلى الرياض تُظهر ترحيبا بالتحرك العربى الذى يُعتبر نوعا من التوازن مع النفوذ التركى.

تبرز أوروبا كشريك محتمل فى إعادة بناء سوريا الجديدة لكن هذا الدعم يظل مشروطا

بخطوات جادة نحو الانتقال السياسى وتحقيق شراكة حقيقية تشمل جميع السوريين

فى الوقت نفسه تشكل القواعد الروسية والتوازنات الإقليمية تحديات كبيرة أمام الإدارة الجديدة.

التصريحات الصادرة عن القيادات السورية والأوروبية تعكس رغبة فى التغيير

لكنها تظهر أيضا فجوات يجب معالجتها لضمان تحقيق الاستقرار.سوريا الجديدة

بحاجة إلى إدارة شاملة تمثل جميع مكوناتها،

وتستطيع بناء علاقات دولية تقوم على المصالح المشتركة بدلا من الصراعات.

يبقى المستقبل رهينا بمدى قدرة الإدارة الجديدة على تحويل التصريحات الإيجابية

إلى أفعال ملموسة على الأرض خاصة فى ظل الدعم الأوروبى المشروط والتحديات الداخلية المعقدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock