دين ومجتمع

كلمة دين بين الرفض والقبول

بقلم/ أحمد جمال عثمان جيرة الله
فى ظل هذا الانفتاح الكبير وانتشار وسائل المعرفة والإتصالات تقاربت الأقطار والأمصار وكثر انتشار وتعدد الأفكار والانتماء وتعددت المعبودات وكل يدعى أنه صاحب دين ينتمى إليه..
فهل نستطيع أن نصف الذين لا ينتمون إلى دين سماوي أنهم أصحاب دين أو نصف منهجهم فى العبادة أنه دين.
فهناك غير الأديان السماوية الهندوسية والزرادشتيه والبوذيين وغير ذلك الكثير.
لقد وردت لفظة دين ومشتقاتها فى القرآن الكريم إثنتين وتسعين مرة.
ففى قوله تعالى=(أفغير دين الله يبغون وله أسلم من فى السماوات والأرض) سورة آل عمران 83.
قال القرطبي رحمه الله فى تفسيره أن كعب ابن الأشرف اليهودى والنصارى قالوا أينا أحق بدين ابراهيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم :كلا الفريقين برئ من دينه.
وفى قوله تعالى (إن الدين عند الله الاسلام) اى إن الدين المقبول عند الله الاسلام. المائدة..
وقد تأتي كلمة دين بمعنى العقوبه كما فى قوله تعالى ( ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله) .سورةالنور.
وقد تأتى بمعنى التسليم والانقياد لله كما فى قوله تعالى (قل إنى أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين)سورة الزمر..
وقد جمعت ست ديانات مختلفة فى ايه واحدة فى قوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا) سورة الحج
كل هذه الديانات جمعت فى ايه واحدة وباقية إلى أن يفصل الله بينهم يوم القيامة.
وقد سئل المصطفى صلى الله عليه وسلم (أى الأديان أحب إليك قال الحنفية السمحاء).
وأرى أنه فى إطار فهم كلمة دين يستطيع الإنسان أن يجول ويتحرك فى هذا النقاش..
هنالك محددين نستطيع أن ننتقل بينهما ١-محدد الوعى.
٢-محدد الوصف.
فإذ كان القرآن الكريم يقر بدين غير الإسلام فى قوله تعالى (لكم دينكم ولى دين)سورة الكافرون.
والخطاب للكفار الوثنيون عباد الأصنام.
–هناك البعض ذهب الى أن الدين واحد والشرائع متعدده..وهذا رأي ابن حجر والنووى رحمهما الله..
لكن نحتاج الى تفصيل فإن كان من حيث القبول فإن المقبول عند الله الاسلام وهذا يفهم من آية المائدة ( إن الدين عند الله الاسلام).
لكن هل الذين يعتنقون غير الإسلام يلط عليهم أصحاب دين؟..
فى ضوء تعريف الدين الوضع/بأنه ما دان به العبد ..
نستطيع أن نقول إن الديانه التي يدينون بهاليس من شريعة الله وليست سماويه لكنهم يدينون بالولاء لها.
_جاء فى لسان العرب لابن منظور (كلمة دين:فيها ثلاث من الحواس الحكم. والعادات والدين).
بعض العلماء المحدثين والقدامى يقولون إنه لا يجوز إطلاق لفظة دين على غير دين الإسلام ومانزل على الأنبياء يسمى شرائع وماغير دين الاسلام هو باطل فهو من وضع البشر أنفسهم.
إذا فماهو تعريف الدين الوضعى..
هناك أكثر من تعريف فمثلاً..
١ــطاعة المرء واعتقاده لما يلتزمه من فكر ومبادئ.
٢–هو مجموعه من القواعد والمبادئ والأفكار والقوانين العامة وضعها بعض البشر المستنيرين ليسيروا عليها ويعملوا بها.
والذين يتبعون هذا المنهج والمعتقدات والأفكار يدينون بها ويطبقونها فى حياتهم..
فأرى أن عدم الاعتراف بهم وبوجودهم من باب وضع الرأس فى المال ودرب من الجهالة لأنهم موجودون فعلا ويدينون لتلك المعتقدات.
هـناك فرق بين الاعتراف بوجودهم وقناعتنا بما هم عليه من معتقدات.
كما أنه لاشك لدينا أن الدين الصحيح هو الأسلام وإذا أراد أحد أن نقيم له الحجه أقمناها بأحسن الطرق وأجملها.
نستطيع أن نقول أديان وضعيه لكن ليست على أنا ثابتة ومرضيه وباقية عندالله عزوجل.. فلا يجوز إطلاقها الاببيان الحال فنقول (اديان سماويه أو وضعيه).
فمن عرف الدين على أنه / الشرع الألهى المتلقى عن طريق الوحى ..فقد قصره على الدين السماوى فقط.
وأرى أنه كل مايتخذه الناس دينا ويتعبدون له يمكن أن يسمى دينا سواء كان صحيحا ام باطلا..
قال تعالى (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه) فهذا اقرار من الله سبحانه وتعالى على أن غير دين الإسلام هو دين لكنه لن يقبل منه.
ـ ومن أرجح التعريفات لكلمة دين :-هو إعتقاد قداسة ذات ،ومجموعة السلوك التى تدل على الخضوع لتلك الذات ذلا ومحبه ورغبة ورهبة.
فى هذا التعريف شمول المعبود سواء كان حق وهو الله ام باطلا وهو ماسوى الله..كمايشمل العبادات التى يتعبد بها الناس لمعبوداتهم سواء كانت سماويه صحيحه كالإسلام أو لها أصل سماوى ثم حرفت كاليهودية والنصرانيه أو كانت وضعيه وغير سماويه كالهندوكيه والبوذيه وعموم الوثنيات.
والعابد فى هذا الوضع متلبس بالخضوع والذل والحب وأتى هذا رغبة أو رهبة أو رغبة ورهبة معاً لأن ذلك هو مطلب بنى آدم من العبادة والله اعلم.
وأرى كباحث فى هذال المجال أن عدم إطلاق لفظ دين على غير الأديان السماوية به من الجهالة وعدم الاعتراف بماهو كائن وموجود وينافى الواقع ،فيجب الاعتراف به لنعلم كيف نواجه الأفكار والتحديات والمخاطر وتكون لدينا إحاطه بكل مانحتاج نقده وتفنيده .والله اعلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock