فن وثقافة

الفرفوشة سيمون تحكي للجمهور حكايات العمر بين الفن والحياة والفلسفة الخاصة بيها

جريدة الصوت

كتب الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
“صباح الفن الجميل الباقي عبر السنين”، كده بدأت النجمة سيمون كلامها وهي بتشارك جمهورها صور من ذكريات معاها من كل الأجيال اللي غنيت معاها، وكأنها قاعدة معانا دلوقتي تحكي وتفكرنا بالزمن الجميل، وقالت: “غنيت مع كل الأجيال في مصر والوطن العربي، والحمد لله، غنيت مع الرائعة وردة ومع نبيل شعيل وفهد بلان وجيلنا كله، ولسه عندي صور كتير وجميلة من ذكريات باقية.
” كأنها بتاخدنا معاها في رحلة بين المسرح والكواليس والستوديوهات والليالي اللي اتحفرت في تاريخها الفني، رحلة مليانة أصوات أساطير قابلتهم وشاركوا معاها اللحظات اللي فضلت عايشة في وجدان كل محب للفن الحقيقي.
جمهورها على طول بدأ يرد عليها بكومنتات كلها شوق وحب للفن اللي ما بيقدمش، وهي بدورها حسّيت إن الكلام طالع من القلب فكمّلت تحكي، كأنها بتوشوش الناس اللي بتحبها وبتحب فنها من زمان.
وفجأة قلبت سيمون الصفحة وراحت ناحيّة الحياة نفسها بفلسفة عميقة، وقالت حاجة شبه الكلام اللي ممكن تبعته لصديق مقرب: “جميلة هي المواقف اللي بتبين مكانتنا عند كل شخص، والخيط اللي ينقطع ويربط أكتر من مرة مش هيفضل خيط، هيبقى مجموعة عُقد.
كده بالضبط هي المشاعر، ما تقبلش بأقل من اللي تستحقه، لأن أغلب وجعك بيبدأ لما بتتنازل.
” كلامها حسس جمهورها إنها مش بس فنانة بتغني وتفرح الناس، لكنها كمان إنسانة شافت واتعلمت وفهمت البشر كويس، وبتشارك جمهورها خلاصة تجاربها، كأنها أخت كبيرة بتنصح بحب من غير ما تقول كلمة زيادة. الجمهور حس بده جدًا، وناس كتير ردوا بكومنتات إن كلامها لمسهم وفكرهم بمواقف عاشوها، وكأنها بتحكي عنهم هم مش عن نفسها.
وبطريقة بسيطة وعفوية، رجعت سيمون تتكلم عن الطفولة وكأنها بتمسك خيط الزمن وترجّعه لأول ما بدأ الحلم وقالت: “الطفولة ذكريات.. ذكريات الطفولة بتصنع الحياة، كان فيه زمان بنوته وكأنها بتحكي عن نفسها وعن أي حد فينا عنده جوة قلبه طفل صغير لسه عايش.
جمهورها تفاعل مع المنشور ده بحنين كبير وناس كتبتلها قصص من ذكريات طفولتها هما كمان، وبقى كأننا قاعدين في قعدة عائلية دافية، كل واحد بيحكي عن الصورة اللي جوه قلبه قبل ما الحياة تاخده في زحمة المشاغل.
وبعد حنين الطفولة وذكريات الفن، قررت سيمون تتكلم عن قوة الشخصية وعزة النفس بطريقة صافية من غير أي تكلف وقالت: “عزة النفس مش لسان ساخر ولا طبع متكبر، عزة النفس هي إنك تبعد عن كل حاجة تقلل من قيمتك.” وكأنها بتدي درس صغير لكل متابع بيحس إنه ممكن يتنازل عشان يرضي حد، فجمهورها حس إن دي مش مجرد نصيحة، دي تجربة شخصية خرجت منها النجمة بحكمة كبيرة، والجمهور كان بيتعلم منها من غير ما ياخد باله.
وما اكتفتش سيمون بده، ختمت حوارها المفتوح مع جمهورها برسالة أمل وتفاؤل عن الحياة كلها، وقالت: “الحياة حلوة، الحياة بتدينا دروس وعِبر عشان نتعلم منها، وواجب علينا نتحلّى بالأمل ونبعد عن اليأس، لأن الحياة جميلة رغم كل اللي فيها، ولازم نتفائل لأنه بينمي الذكاء، أما لو ما اتفائلتش ذكاءك هيتسوس.” جملة لخصت فلسفتها في الحياة، فلسفة مبنية على التفاؤل والتعلم وعدم الاستسلام لأي صعاب. الجمهور استقبل كلامها بابتسامة داخلية، وكمية تعليقات كلها طاقة إيجابية غمرت الصفحة، وكأن كل واحد أخد نصيبه من الدرس من غير ما يقعد على كرسي في قاعة محاضرة، يكفي إنه تابع قلبها وهي بتحكي.
في الآخر، سيمون مش بس فنانة عاشت بين المسرح والسينما والغنا، هي حكاية طويلة مليانة صدق وحنين وتجارب حياة، ولما تقرر تفتح قلبها على السوشيال ميديا، بتحول الكلام العادي لحوار دافي بين نجمة وجمهورها، حوار كل جملة فيه طالعة من القلب، وكل متابع بيلاقي نفسه في كلمة أو ذكرى أو ابتسامة. وده السر اللي مخليها لحد النهارده رمز للبهجة والصدق والإنسانية قبل ما تكون مجرد نجمة غنت لكل الأجيال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock