
كتبت مرفت عبد القادر
كشفت صحيفة جيروزاليم بوست أن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي إيال زامير ألغى زيارة رفيعة المستوى للولايات المتحدة كانت مقررة الثلاثاء،
في ظل تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة،
وتصاعد التوترات بين القيادتين السياسية والعسكرية في إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة كانت ستشمل حضور حفل تقاعد قائد القيادة الوسطى الأميركية، إضافة إلى لقاءات مهمة مع كبار مسؤولي البنتاغون والمخابرات الأميركية، إلى جانب اجتماعات مع ممثلين عن منظمات يهودية نافذة في واشنطن
لكن زامير قرر البقاء في إسرائيل، معتبرًا – حسب المصادر – أن الظروف الراهنة تقتضي التركيز على إدارة الوضع الميداني.
وبحسب جيروزاليم بوست، ربط زامير سفره بإمكانية تحقيق تقدم حقيقي نحو وقف دائم لإطلاق النار، معتبرًا أن إلغاء الزيارة يوجّه رسالة مفادها أن المسؤولية الأخلاقية والعملياتية في الميدان تتقدم على الاعتبارات الدبلوماسية.
ويأتي قرار زامير في وقت تتزايد فيه حدة الخلافات داخل مؤسسة الحكم الإسرائيلية، خصوصًا حول طريقة إدارة الحرب، وملف تبادل الأسرى مع حركة حماس
وتشير تقارير إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يضع عراقيل أمام أي اتفاق من شأنه إنهاء الحرب، في محاولة للحفاظ على تماسك ائتلافه السياسي، خاصة مع تصاعد الضغط المحلي والدولي عليه، كونه مطلوبًا للمحكمة الجنائية الدولية.
وخلال زيارة ميدانية له الجمعة إلى قطاع غزة، صرح زامير لقادة الجيش بأن “الضغط على حماس سيستمر حتى عودة جميع المحتجزين”، في إشارة إلى نحو 50 أسيرًا إسرائيليًا لا يزالون في غزة، بين أحياء وقتلى، حسب التقديرات.
في المقابل، تواصل عائلات الأسرى الإسرائيليين تنظيم احتجاجات يومية أمام المؤسسات الحكومية، مطالبة الحكومة بالتوصل إلى صفقة تنهي معاناتهم وتعيد أبناءهم، وسط شعور متزايد بتجاهل مطالبهم من جانب القيادة السياسية.
وكانت جولة من المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل قد انطلقت في 6 يوليو الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة مصرية وقطرية وبدعم أميركي، لكنها تعثرت مؤخرًا، بعد إعلان كل من واشنطن وتل أبيب سحب فريقي التفاوض للتشاور.
وتؤكد حركة حماس مرارًا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من غزة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، لكن نتنياهو يواصل طرح شروط جديدة، أبرزها نزع سلاح الفصائل، ويصر حاليًا – وفق تصريحات رسمية – على إعادة احتلال القطاع بالكامل.