فن وثقافة

العِشق الذي لا يُرى

جريدة الصوت

العِشق الذي لا يُرى

قصة قصيرة مستوحاة من قلبٍ أحبّ بصمت

بقلم الكاتب: محمد الرفاعي

في زمنٍ أصبح الحب فيه صاخبًا، متكلّفًا، يركض خلف الأضواء والوعود، يبقى هناك عشق مختلف…

عشق لا يُعلن ولا يُكتب على الجدران،

عشق ينمو في صمت، ويُزهر في وجع، ويذبل في الظلال.

هذا العشق… هو الذي لا يُروى.

كان يعلم منذ البداية… أن حبه لها ممنوع.

لم يكن بينهما وعد، ولا اعتراف، ولا حتى أمل بسيط يُراوغ المسافة بين الواقع والمستحيل…

ورغم ذلك، أحبّها.

أحبّها بكل ما في قلبه من صدق، وبكل ما في عينيه من حنين،

أحبّها وكأن لا أحد في الدنيا سواها يستحق أن تُروى له الحكايات.

كل مرة كان يُقنع نفسه أن يبتعد،

أن ينهي هذه العلاقة الصامتة،

أن يُطفئ الشوق الذي لا ينتهي…

لكنه كان يعود.

كلما حاول الهروب… رجع الى

نفس النقطة. نفس البداية.

كأن قلبه مربوط بخيطٍ لا يُقطع…

خيط اسمه: هي.

احتار قلبه بين الكبرياء والإنكسار،

بين أن يرفض حبًا لا يملك فيه شيئًا،

وبين أن يخضع لحنينٍ لا يُقاوم.

وفي النهاية… خضع،

فالقلب حين يعشق، لا يسأل، لا يعترض، لا يتراجع.

لياليه كانت تنتهي دائمًا بعبارة واحدة:

 “تصبّحي على خير يا من يسامرني صوتها،

ويدفئني دفء غائب،

يا من كلامها يسرقني…

ولا أعلم إلى أين يأخذني!”

وفي لحظة هدوءٍ مؤلم، جلس يُسائل نفسه بصوتٍ داخلي:

✓ قالوا: ما هو الوجع؟

قلت: اسألوا قلبًا عشق قلبًا… ولم يكن له فيه نصيب.

✓ قالوا: ما الشوق؟

قلت: اسألوا روحًا تحن لروح، وكل لقاء بينهما مستحيل.

✓ قالوا: ما هو الحب؟

قلت: اسألوا رجلًا يدعو لحبيبته بالسعادة، رغم أنها تنتمي لغيره.

✓ قالوا: ما العشق؟

قلت: اسألوا قلمًا يكتب لحبيبته كل ليلة… وهي عنه بعيدة، لا تعلم شيئًا عن وجعه.

هو لم ينتظر شيئًا منها،

ولا كان يطلب مقابلًا لعشقه،

هو فقط أحب…

وأحب بصمت، بصدق، بنُبل، وبكامل الرجولة.

وفي نهاية القصة،

وقف أمام المرآة، نظر إلى نفسه طويلًا،

وهمس بكلماتٍ خافتة:

 “أتمنّى لكِ الخير… من كل قلبي

يا أنتي… يا مَن أصبحتِ أنا،

وأنا… أصبحت “بين الوجع والصمت”.”

 بقلم الكاتب – محمد الرفاعي

 لمن أحببناهم ولم يكونوا لنا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock