
الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
رجع حسام حبيب، ليست أي رجعة، رجعة فيها جرعة حبّ،ذكريات، وغمرات موسيقى طالعة من القلب لتدخل عالقلوب بلا استئذان، رجعة فيها خطط، فيها سحر، وفيها رهبة النجم اللي بيعرف قيمة غيابه، بس أكتر بيعرف قيمة حضوره، من أول دقيقة رجع فيها حسام على الساحة، حسينا إنو في شي كبير عم يتطبخ، في مفاجآت عم تنطر اللحظة المناسبة، وفجأة كل شي بلّش ينكشف وحدة ورا التانية، وفجّر يوتيوب، وحرّك تيليغرام، وصار حديث الشارع والميديا وقلوب الناس!
قناته على اليوتيوب؟ مش بس قناة، هيدي صارت متحف فني حيّ، أرشيف ذكريات وورشة مفاجآت ناطرة جمهور عطشان للجمال!
اللي بيعرف حسام، بيعرف إنو مش من النوع اللي بيشتغل كتير عالسوشيال ميديا، بس من يوم اللي بلّش يركّز على قناته، تغيّر كل شي، صار عندك عالم خاص، كل زاوية فيها فيها حسّو، فيها إحساس، فيها صدق، مقاطع صوت وصورة بتنزل فجأة، جلسات غنائية عفوية، حوارات بيحكي فيها بصوتو الناعم عن تفاصيل بتخليك تعيش لحظة الإبداع، وتغوص جوّا تركيبة الأغنية قبل ما تنولد، حسّام عم يخبّي بقناتو لقطات حصرية، صور ما بتنشاف بمحل تاني، وكواليس أغانيه الجديدة يلي بعد ما سمعتها الأذن، ومين ما اشترك؟ فعلياً ضيّع على حالو كتير، لأنو يلي ما تابع حسام بهالمرحلة، متل يلي ترك حكاية وراح، وهلّق عم يركض يلحق الصفحات!
تيليغرام؟ هيدا مش مجرد تطبيق… هيدي صارت مساحة مقدّسة بتجمع حسّام بجمهوره الأوفياء يلي عم يعيشوا معو كل نفس من جديد!
الناس كانت تفكّر إنو التيليغرام للتواصل العادي، بس حسّام قلب الموازين، خلق منو ساحة خاصة، حميمية، كأنك قاعد معو بالقعدة، عم تسمعو يبوحلك بتسجيلات صوت، عم يهمسك بأخبار حصرية، عم يورجيك صور عم تتهرّب من عيون العالم، وبوسط كل هالضجة على التيك توك والانستغرام، هو راح صوب النخبة، صوب يلي فعلاً بيحبوه، واللي بدّن يعرفوا قبل الكل، يكتشفوا كل جديد قبل ما ينزل، وحتى أوقات بيحطّلهم روابط لأعمال بعد ما اكتملت وعم ينتظروا اللحظة ليشاركوها!
شو في جوّا؟ خليني خبّرك عن الكنز يلي فاتو الملايين!
بكل جرأة، وبصدق، وبعفويّة، حسّام بيحكي لجمهوره عن القلق يلي بيحسّو قبل كل غنية، عن السهر يلي بيعيشه مع اللحن والكلمة، عن المرات اللي بيحس فيها بالفرح، وبالشك، وبالتحدّي، وبينشر صور من الاستوديو، فيديوهات لحظات التسجيل، بيردّ بصوتو عأسئلة الناس، وكل مشترك عم يحس إنو صار جزء من فريق العمل مش بس جمهور، في خصوصية، في سحر، في صدق بيخلي الناس تقول: “آه يا ريت اشتركت من زمان!”، لأنو فعلاً… هيدي مش مجرد قناة، هيدي رحلة فنية عم تنكتب قدّام عيونا، ومين ما حضرها، راح عليه تاريخ كامل من اللحظات.
حسام حبيب ما بيحكي كتير… بس لما يقرر يحكي، الدنيا بتسكت لتسمعو!
بصوتو الرقيق، وبهالطريقة اللي بتقطع النفس، بيرجع يغني، وبيرجع يغنّي بصوت ما غيّرتو السنين، بالعكس، صار أعمق، أغنى، وأصدق، بيرجع يغنّي بكلمات عم ينقّيها متل الماس، ولحن عم يركّب فيه روحو، وكل غنية صارت كأنها قصة قصيرة عم تنكتب بلغة القلب، حسّام بهالرجعة مش عم يقدّم فن وبس، عم يقدّم حكايات، وهالمرّة، عم يشارِك الجمهور بكل حرف منها، لحظة بلحظة، ومنصة بمنصة، وكل غنية نازلة، عم تسبقها حكاية، وكل حكاية، وراها مفاجأة.
مشاهير، جمهور، نقّاد… الكل عم يحكي عن هالتحوّل الساحر
المفاجآت ما كانت فنية بس، حتى على المستوى الشخصي، صار الكل عم يحكي: “شو ناوي يعمل؟ شو بعدو مخبّي؟”، لأنو واضح إنو حسّام حبيب عم يبني شي جديد، يمكن ألبوم، يمكن عمل عالمي، يمكن تعاون مع أسماء كبيرة، بس الأكيد إنو الخطوات عم تتنفّذ بحذر، بإبداع، وبحِرَفية، والناس من هلّق متحمسين ليعرفوا كل تفصيل، من الكلمة، للموسيقى، للڤيديو كليب، وشو أحلى من إنو تحضرها حصرياً قبل الكل، من التيليغرام؟ من اليوتيوب؟ وتحس إنك شاهد على ولادة عصر جديد بفنّو؟
الخلاصة؟
إذا كنت من الناس اللي بتحب الإحساس الحقيقي، وبتعشق الفن الصادق، وإذا كنت بتحب تكون مع النجم مش بس على المسرح، بل بكل زاوية من مشوارو، ما تتردد، ولا لحظة، اشترك هلّق بقناة حسام حبيب على اليوتيوب، وافتح التيليغرام، وخود مقعدك بصفّ الـVIP، لأنو يلي ناطرنا مش قليل، يلي جايي أجمل، وحسام ما بيوعد إلا إذا كان قادر يفاجئ… ووعدنا بمفاجآت، ووفى، ووعدنا بكمان؟ معناتا القادم نار! ومن الآخر، اللي ما اشترك، فاتو كتير، واللي اشترك… صار شريك القصة من أول السطر!