
تقرير- ياسر أبوالريش:
حالة من الاستنفار تعيشها أوروبا وقع موجة حر غير مسبوقة، اعتُبرت الأولى والأشد هذا الصيف، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة تأهب قصوى، وسط تحذيرات متزايدة بشأن المخاطر الصحية والبيئية المرتبطة بهذه الظاهرة.
في اسبانيا.. ارتفعت التحذيرات من موجة الحر التاريخية.. وتعالت الدعوات لاتخاذ احتياطات إضافية خاصة لكبار السن والمرضى.. ووضعت البرتغال ثلثي أراضيها في حالة تأهب قصوى وسط تخوف من حرائق الغابات.
مرسيليا الفرنسية فتحت المسابح العامة مجانا لمساعدة السكان على مواجهة حر البحر المتوسط.. فيما فرضت صقلية الإيطالية حظرا على العمل تحت أشعة الشمس خلال ساعات الذروة بينما تطالب النقابات بتعميم الإجراء على مناطق أخرى.
في ألمانيا، بلجيكا، سويسرا، وحتى النمسا، تتوالى المشاهد المناخية.. هذا التحوّل في مراكز الخطر لم يعد مجرّد تحذير.. بل صرخة لإعادة النظر في مفاهيم الأمان والاستقرار الجغرافي.
وفي قلب الشمس التي لا ترحم.. تتلوى بعض المدن تحت وطأة جفاف قاس.. وكأن الأرض قررت أن تحبس أنفاسها إلى أجل غير مسمى.. لكن الكارثة في هذا المناخ الحارق، هو اندلاع حرائق الغابات التي طالما شكّلت رئة لكوكب الأرض..
ففي اليونان.. اشتعلت حرائق غابات ضخمة جنوب أثينا، فيما تصارع تركيا معركتها الصعبة ضد حرائق الغابات التي اندلعت في إقليم إزمير.. وأدت الحرائق إلى إخلاء السكان من عدة مناطق كإجراء احترازي..
المشهد المناخي المتقلب.. دفع الأمم المتحدة إلى مناشدة المجتمع الدولي إلى زيادة المساعدات لمواجهة الفوضى المناخية.. فالاختلال المناخي.. لم يعد مجرد نظرية تُناقش على موائد المؤتمرات بل أصبح واقعاً تتجسد أعراضه على وجه الأرض وطبيعتها..