
ياسر أبوالريش
كاتب صحفي وباحث سياسي
في السودان.. ليس من رأى كمن سمع.. فمنذ النظرة الأولى تتجلى آثار الحرب بوضوح، الرصاص رسم لوحات دامية على جدران المنازل التي فر منها أهلها في محاولة للنجاة بحياتهم..
نحو أربعة ملايين شخص فروا من السودان إلى الدول المجاورة منذ بدء الحرب التي دخلت عامها الثالث، وذلك بحسب تقارير أممية وصفت العدد بالكارثي.
مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكدت ان ما يحدث في السودان محطة كارثية في أزمة النزوح الأخطر في العالم، لافتة إلى أنه في حال استمرار الحرب، فإن تدفق النازحين سيهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي.
ارقام كارثية أشارت إليها المفوضية الأممية.. حيث بينت أن نحو ألف وأربعمئة شخص يعبرون الحدود يومياً في الأيام الأخيرة، فيما فر نحو تسعة وستين ألف نازح في شهر واحد فقط إلى دول الجوار.
وتشتد فصول المعاناة في أماكن المواجهات.. مدنيون مذعورين يحاولون الفرار.. ويجتازون نقاط تفتيش مسلحة في ظل أوضاع إنسانية متفاقمة..
فيما تواجه منظمات الاستجابة الطارئة نقص كبيراً في التمويل وضغطاً على الموارد مع اتساع أزمة النزوح.. وهي الأمور التي دفعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إلى مطالبة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المدنيون في السودان مشددة على أن تصاعد أعمال العنف والقيود المفروضة على الحركة تجعل النزوح أكثر خطورة.
وإلى أن يستجيب المجتمع الدولي.. تبقى الحرب في السودان.. مأساة داخلية وأزمة خارجية.. ضحاياها بعشرات الآلاف والمهجّرون أكثر 13 مليون سوداني
لتبقى الحرب في السودان.. عبئاً داخلياً وخارجياً.. سقط خلالها عشرات الآلاف من القتلى وشُرد فيها 13 مليون نسمة، وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة..