
بقلم – نيفين صلاح
في عصرٍ تتسارع فيه التكنولوجيا بشكل غير مسبوق، أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياة أطفالنا اليومية. لكن هذا العالم الرقمي، رغم ما يقدمه من فرص، يحمل في طياته تهديدات خفية تستهدف براءة الطفولة، أبرزها العنف الرقمي.
التنمّر الإلكتروني، الابتزاز، والمضايقات عبر الإنترنت باتت ظواهر مقلقة، لا سيما مع الاستخدام الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الألعاب. ومن هنا، تبدأ المسؤولية الكبرى على عاتق الأسرة في بناء جدار وقائي يحمي الصغار من هذه المخاطر.
الحوار المفتوح بين الأهل وأبنائهم هو الخطوة الأولى نحو الحماية. يجب أن يشعر الطفل بالثقة ليعبّر عمّا يواجهه على الإنترنت دون خوف أو خجل. كما أن تثقيفه حول أنواع العنف الرقمي وكيفية التعامل معها يعزز مناعته النفسية والرقمية.
ولأن الوقاية خير من العلاج، فإن تفعيل أدوات الرقابة الأبوية على الأجهزة الذكية ضرورة لا خيار. فهي تتيح مراقبة المحتوى والحد من وقت الاستخدام، بما يضمن بيئة أكثر أمانًا للطفل.
كما أن تعزيز القيم الرقمية، كاحترام الآخرين وعدم نشر معلومات شخصية، يساعد الأطفال على استخدام الإنترنت بوعي ومسؤولية.
ولا ينبغي إغفال أهمية تقديم الدعم النفسي في حال تعرض الطفل لأي تجربة سلبية، والتعاون مع المدرسة أو الجهات المختصة عند الحاجة.
أخيرًا، فإن تشجيع الأطفال على ممارسة الأنشطة الواقعية، مثل الرياضة والهوايات، يسهم في توازن حياتهم الرقمية والواقعية.
في عالم مفتوح على الشاشة، يبقى وعي الأهل هو الحصن الأول لأمان أطفالهم.