فن وثقافة
علاء مرسي يستعيد ذكرى والده الشيخ مرسي الدمراوي: «مرت سنوات كأنها يوم أو بعض يوم… الفاتحة»

الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
في لحظاتٍ يغمرها الحنين ويكسوها الأسى، استعاد النجم المصري علاء مرسي ذكرى وفاة والده العالم الجليل الشيخ مرسي الدمراوي، أحد علماء الأزهر الشريف، الرجل الذي عاش حياته في خدمة العلم والدين، وترك أثرًا عميقًا في قلوب كل من عرفه وفي قلب ابنه الفنان الذي لم ينسَ يومًا تلك الملامح الطيبة والصوت الهادئ الذي كان يملأ البيت نورًا وطمأنينة. مرت سنوات طويلة منذ رحيل الشيخ، لكن علاء مرسي يعترف بأن الأيام تمضي كأنها لحظات، وأن ألم الفقد لا يزول مهما حاول القلب أن يتجلد.
ولد علاء مرسي في بيتٍ أزهري عريق، حيث كان والده الشيخ مرسي الدمراوي قدوة في التقوى والعلم والكرم، فقد عرفه أهل منطقته إمامًا وخطيبًا، وواحدًا من أهل الفضل الذين تربوا على حب الله ورسوله، ونشأ علاء في كنفه متشبعًا بالقيم والمبادئ والأخلاق الرفيعة، قبل أن يشق طريقه في الفن والتمثيل، ليجمع بين الحس الإبداعي والإرث الروحي الذي تركه والده.
عاش علاء لحظاتٍ عصيبة حين رحل والده عن الدنيا، فشعر وكأن الأرض قد فقدت ركنها الثابت، وكتب بكلماتٍ موجعة يصف فيها شعوره: «مرت سنوات كأنها يوم أو بعض يوم»، في إشارةٍ إلى أن الزمن بعد فقد الأحبة يمرّ سريعًا لكنه يبقى محفورًا في القلب كجرحٍ لا يندمل. هذا الشعور العميق بالفقد جعله يحرص دائمًا على الدعاء لروح والده بالرحمة والمغفرة، ويختم كلماته دائمًا بالقول: «الفاتحة»، وكأنه يطلب من كل من يسمعه أن يشاركه الدعاء لروح الأب الذي لم يغادر الذاكرة.
رحيل الشيخ مرسي الدمراوي لم يكن حدثًا عابرًا في حياة الأسرة، بل شكّل نقطة تحولٍ في حياة علاء مرسي على المستويين الشخصي والمهني، فقد جعله أكثر قربًا من عائلته وأكثر إدراكًا لقيمة الجذور والأصل. وبرغم انشغاله بعالم الفن، إلا أنّ لمسات الأب ما زالت حاضرة في سلوكه وتواضعه وحبه للناس، إذ ظلّ الفنان يحمل في داخله أثر البيت الأزهري وروح الأب الذي لم يغادر قلبه يومًا.
وفي هذه الذكرى المؤلمة، يقدّم علاء مرسي رسالة حب ووفاء لروح والده، داعيًا الله أن يتغمده برحمته الواسعة، ومؤكدًا أنّ الدعاء للأهل بعد رحيلهم هو الصلة الباقية التي تربط الأحياء بالأحبة تحت الثرى، وأن ذكراهم العطرة تبقى تضيء الدروب مهما طال الزمن. وفي كل مرة يستعيد علاء هذه اللحظات، يطلب من متابعيه وجمهوره قراءة الفاتحة لروح والده ولجميع الراحلين من العلماء والصالحين، مؤكدًا أن الدعاء هو أصدق تعبير عن الوفاء لمن سبقونا إلى دار الحق.