
بقلم : طارق فتحى السعدنى
حين تصنع الأفعال مجد الرجال في زمن كَثر فيه المتحدثون وقل فيه الفاعلون، يظل التاريخ شاهدا أن العظمة الحقيقية لا تقاس بعدد الكلمات بل بوزن الأفعال.
وهناك رجال ولدوا ليكونوا عناوين لصفحات مشرقة في سجل أوطانهم، رجال إذا ذكروا استدعى الذهن تلقائيا مشاهد البناء وصور التضحية ونبض الأمل في قلوب شعوبهم.
الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يسع إلى صناعة المجد بالكاميرات أو بالشعارات، بل جعله يكتب على الأرض بأيدٍ تبني وجسور تعبر وسواعد تحمي. لم يأت بمشروعات على الورق ليلمع بها سياسيا، بل قدّم واقعا ملموسا يحياه المواطن كل صباح، من شبكات طرق غيرت خريطة الحركة إلى مدن جديدة فتحت أبواب المستقبل، إضافة إلى مشروعات قومية أعادت الثقة في قدرة مصر على النهوض مهما اشتدت الصعاب.
لكن عظمة السيسي ليست في حجم الإنجازات فقط، بل في لحظة القرار وفي الجرأة على مواجهة المستحيل وفي القدرة على تحويل الملفات الشائكة إلى فرص للنهوض.
فهو رجل اختار أن يقود سفينة الوطن وسط أمواج متلاطمة، مؤمنا أن مصر تستحق أن تكون في المقدمة، وأن أمنها واستقرارها خط أحمر لا يساوم عليه.
إن التاريخ يعلمنا أن الأوطان لا تبنى بالأمنيات، بل بعرق الرجال العظماء، وأن الزعامة الحقيقية لا تمنح باللقب بل تكتسب بالفعل.
ومن هنا يتجلى عبد الفتاح السيسي كأحد أبرز شواهد عصرنا على أن عظمة الرجال تكمن في أفعالهم، وأن الوطن حين يجد من يحبه بصدق لا يكتب التاريخ سطورا عابرة بل يخلد ملحمة اسمها مصر الجديدة.