
متابعة – محمد نجم الدين وهبي
أعلن الكرملين، اليوم الجمعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل بنظيره الصيني شي جينبينغ لإطلاعه على آخر المستجدات في المحادثات الأميركية الروسية بشأن الحرب في أوكرانيا.
وأبلغ بوتين نظيره الصيني بالنتائج الرئيسية للمحادثات التي أجراها في 6 أغسطس/آب مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف بينما أعرب شي عن دعمه لحل «طويل الأمد» للنزاع، حسبما أفاد الكرملين قبل أيام من قمة مرتقبة بين بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترمب.
في المقابل، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في الاتصال الهاتفي إن بكين سعيدة بالتواصل بين روسيا والولايات المتحدة وتحسن العلاقات بينهما للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الأوكرانية.
ونقل التلفزيون المركزي الصيني (سي.سي.تي.في) عن شي قوله لبوتين إن بكين ستتمسك بموقفها المتمثل في ضرورة عقد محادثات سلام والتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع.
وأكدت الصين أن استيرادها للنفط الخام الروسي أمر مبرر، في مواجهة تهديدات الرئيس الأميركي بفرض رسوم جمركية إضافية على منتجات الدول التي تستورد النفط الروسي، كما فعل عندما فرض رسوما بنسبة 25% بسبب شراء النفط الروسي.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان موجه إلى وكالة بلومبرغ للأنباء، اليوم الجمعة «من حق الصين قانونا الدخول في معاملات طبيعية مع كل دول العالم بما في ذلك روسيا في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة.. سنواصل تبني إجراءاتنا المعقولة لتأمين إمدادات الطاقة وفقا لمصالحنا القومية».
محادثات مع الهند
وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أنه أجرى محادثات وصفا بـ«جيّدة جدا» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، ناقشا خلالها ملف أوكرانيا وسبل تعزيز العلاقات.
وقال مودي على وسائل التواصل الاجتماعي «أجريت محادثة جيّدة جدا ومفصّلة مع صديقي الرئيس بوتين. شكرته على مشاركة آخر التطورات المتعلّقة بأوكرانيا.. أتطلع إلى استضافة الرئيس بوتين في الهند في وقت لاحق هذا العام».
وأصبحت الهند أكبر مشتر للخام الروسي المنقول بحرا في أعقاب الحرب بين موسكو وكييف، وتتعرض لضغوط شديدة من واشنطن لقطع علاقاتها في مجال الطاقة مع روسيا.
وشددت روسيا والهند على التزامهما «بشراكة استراتيجية» خلال محادثات أمنية ثنائية في موسكو أمس الخميس، بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الهندية بسبب شرائها للنفط الروسي.
لقاء مرتقب
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الخميس استعداده للقاء فلاديمير بوتين حتى في حال لم يجتمع الرئيس الروسي قبل ذلك مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وعندما سأله الصحفيون في المكتب البيضوي عما إذا كان مطلوبا من بوتين مقابلة زيلينسكي أولا، أجاب ترمب «لا، ليس عليه ذلك، لا».
وأضاف «إنهم يرغبون في مقابلتي، وأنا سأفعل ما بوسعي لوقف القتل»، مشيرا إلى أن إنهاء الحرب في أوكرانيا بيد بوتين.
وهدد ترمب بفرض عقوبات جديدة على روسيا والدول التي تشتري صادراتها ما لم يوافق بوتين على إنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، وهو الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
دخلت روسيا الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، متعللة بتهديدات لأمنها مما أدخل العلاقات في أزمة عميقة. وتصف كييف وحلفاؤها الغربيون الغزو بأنه استيلاء على الأراضي على الطريقة الاستعمارية.
وتحرك ترمب لإصلاح العلاقات مع روسيا ومحاولة إنهاء الحرب، على الرغم من أن تعليقاته العلنية تتأرجح بين الإعجاب ببوتين والانتقاد الحاد له.