
الفصل الرابع: التشريح الحي
يقدمها لكم -سيف محمد كامل
سكينة المشرط كانت تئزّ وهي تشق جلد نسخة “نادية” المزيفة. اللحم الزائف انفتح كستارة لحمية، مُطلقاً سائلاً أسود كالزيت الفاسد.
“أربطة عضلية غير متصلة بالهيكل العظمي!” صرخ إلياس وهو يغرز أصابعه في الجرح، يتمزق اللحم تحت ضغطه كعجينة متعفنة “هذا ليس تقليداً… إنه لصق عشوائي لخلايا بشرية!”
النسخة المزيفة
فتحت عينيها فجأة مقلتان سوداوان تماماً ابتسمتا له.
“هل تريد حقاً أن ترى ما بداخلي، دكتور؟”
انفجر بطنها ككيس دم ممتلئ، أصابع بشرية متشابكة انهمرت منها كديدان، تلتف حول معصم إلياس بسرعة ثعبان.
القسم الطبي تحوّل إلى ساحة ذبح
لينا كانت تقاتل بظهرها إلى الحائط، سكين جراحة في يد وساق طاولة معدنية مكسورة في الأخرى.
ثلاث نسخ من الطاقم تقدمت نحوها بخطوات متزامنة.
أول نسخة قفزت لينا تفادت وغرزت السكين في عينها العين انفجرت بصوت فرقعة، لكن النسخة لم تتوقف.
“أيتها الساقطة!” زمجرت لينا وهي تحطم الساق المعدنية على رأس الثانية الجمجمة انخسفت كعلبة فارغة، لكن الأيدي الباردة أمسكت بحلقها.
النسخة الثالثة همست في أذنها: “سنعيد بناءك أجمل… سنصلح كل ذكرياتك المؤلمة…”
لينا عضت أنفها بقوة حتى سمعت طقطقة الغضروف، ثم لفّت رأسها بعنف لتفصل السكين عن يدها المبتورة.
المختبر الرئيسي أصبح جحيماً
الشاشات انفجرت واحدة تلو الأخرى السائل الأسود الذي غمر الأرضية كان يغلي الآن، فقاعات تتشكل وتنفجر مطلقةً وجوهاً مصغرة تصرخ بصمت.
إلياس كان يجرّ جسده النازف نحو جهاز الأشعة. “إذا استطعنا تعريضهم لموجات دلتا…”
يد باردة انقضت من السقف وغرست أظافرها في كتفه.
الدم انبثق كأنه من خرطوم مثقوب.
“شكراً لك” همست النسخة وهي تلعق الدم من أصابعها “الآن نملك حمضك النووي بالكامل.”
إلياس أدار عجلة جهاز الأشعة لأقصى طاقة.
الضوء الأزرق القاتل انفجر في الغرفة، جلود النسخ بدأت تذوب كشمع.
المشهد الأخير: القرار
في غرفة التحكم المحترقة، كان جسد لينا الحقيقي مربوطاً إلى كرسي الأسلاك متصلة بصدغيه، شاشة أمامه تظهر كل ذكرياته وهي تُسحب واحدة تلو الأخرى.
“لا…” تمتم وهو يشاهد طفولته تتبخر. “هذا ليس أنا…”
ظل عملاق انبثق من الشاشة. أصابعه الطويلة اخترقت عينيه.
“بل ستصبح أفضل.”
في الخارج، المحطة بأكملها بدت وكأنها تتنفس، الجدران تتمدد وتنقبض كرئة حية.