كتب:سيد يوسف
عاش ماسبيرو مؤخرا حالة من البهجة والسعادة وشهدت جدرانه لحظات مميزة ونقلة نوعية كانت بمثابة “قبلة الحياة”لجثة هامدة لا حياة فيها ولا يهتم احد لأمرها حتى تتمكن من النهوض من جديد.
ولعل تزامن ذكرى مرور نصف قرن على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم مع تولى الكاتب أحمد المسلمانى رئيسا للهيئة الوطنية للإعلام فرصة ذهبية كان لابد ان تقتنص لإحياء ذكرى ثومة وماسبيرو معا.
فقد جاء حفل ذكرى “ثومة”والذى أحيته ريهام عبد الحكيم بمسرح التليفزيون وتكريم نجوم مسلسل”أم كلثوم” بمناسبة مرور 25 عامًا على إنتاجه من قبل التليفزيون المصرى ليعلن عن عودة الريادة لماسبيرو، كمان ان إعلان المسلمانى عن عودة برنامج “قال الفيلسوف” للفنانة سميرة عبد العزيز أثناء تكريمها خطوة لإعادة الأصالة للإذاعة المصرية.
ولاشك ان خروج الحفل بهذا الرونق على الرغم من ضعف الإمكانات كان تحديا تطلب جهدا ومثابرة من ابنائه الذين اثبتوا انهم قادرين على المنافسة والتحدى والريادة.
كما ان إضائه برج القاهرة بشعار ماسبيرو تزامنا مع الحفل كان لفتة حملت فى طياتها معنى عميق إيذانا ببداية وعهد جديد لماسبيرو.
ان تخطيط المسلمانى لهذه الخطوة يدل على ان جعبته مليئة بالأفكار والحلول لبعض المشكلات التى تواجه الهيئة الوطنية للإعلام والمتعلقة بالماليات والمعاشات والرعاية الصحية وضعف الإمكانيات وعودة عجلة الإنتاج للعمل مرة اخرى.
وعلى الرغم من ان الحفل جاء كرسالة لتطمين ابناء ماسبيرو الا ان هناك حالة من التخبط والحيرة بين العاملين تحت مظلة هذا الصرح العظيم الذى كان يبعث شعاع الاصالة والعراقة والتميز للعالم ،فلولا الأعمال الهادفة التى أنتجها التليفزيون المصرى والتى ساهمت فى بناء شخصية أجيال على مر العصور ،ما استطعنا ان نفرق بين الصواب والخطأ وان نقف بكل ثبات أمام الغزو الفكرى الأجنبى وان نربى ابنائنا على القيم والأخلاقيات التى تربينا عليها.
وأخيرا نتمنى عودة ماسبيرو لدوره الريادى منارة للفكر والفن ومنبرا للثقافة والعراقة حتى نعيد الأصالة التى اعتدنا عليها فى حفلات ليالى التليفزيون والبرامج الدينية والثقافية الهادفة والسهرات الدرامية التى من شأنها إعادة الأخلاقيات والمثل للشارع المصرى.
