قدمها لكم /سيف محمد كامل
الفصل السادس: «الحقيقة المظلمة»
كانت الجرائم تتوالى، وكلما ازداد عدد الضحايا، ازداد الغموض أصبح رائد يواجه تحديًا جديدًا، ليس فقط في حل الجريمة، بل في فهم العقل الذي يقف وراءها القاتل لم يكن مجرد مجرم عادي.
كان يترك وراءه رسائل تشير إلى أفكار فلسفية، ويتبع أسلوبًا معقدًا في تنفيذ جرائمه، وكأن كل جريمة كانت جزءًا من فلسفة خاصة به.
في صباح اليوم التالي، وصل إلى مكتب رائد تقرير جديد: جثة أخرى في المعادي، هذه المرة كانت الدكتور عادل، أستاذ الفلسفة.
كالعادة، ترك القاتل رسالة تحتوي على اقتباس من كتابه الأخير، يتحدث عن تساؤلات حول الحياة والموت.
“هذا القاتل ليس عاديًا،” قال كريم وهو يطالع الرسالة “يبدو أن لديه رسالة فلسفية يريد توصيلها.”
رائد قرأ الرسالة وتمعن في كلماتها. “إنه لا يقتل لأجل القتل فقط هو يحاول إثبات شيء، دفعنا لمواجهة فكرة العدمية.”
كانت الرسالة هذه المرة أكثر وضوحًا كان القاتل يستعرض أفكار نيتشه حول “إرادة القوة”، وأكد أن الحياة لا معنى لها وأنه يجب على الإنسان أن يتقبل فكرة الموت والفراغ.
كان هذا يثير تساؤلات داخل رائد عن الدوافع الحقيقية وراء هذه الجرائم.
“أعتقد أنه يريد أن يُظهر لنا أننا مجرد أشخاص نعيش في عالم لا معنى له. لكن هل هذا مبرر لقتل الناس؟” قال كريم.
“القاتل يرى نفسه كمن يفتح أعيننا على الحقيقة. ربما يعتقد أننا نعيش في وهم،” أجاب رائد “ولكن هذا لا يغير من حقيقة أنه مجرم.”
تزايد الضغط على الحكومة مع كل جريمة جديدة، كانت وسائل الإعلام تنتقد الشرطة بسبب فشلها في القبض على القاتل في الشوارع، كان الناس يتحدثون عن الجرائم وكأنها علامات على انهيار النظام الاجتماعي الصحف بدأت تسلط الضوء على فلسفة القاتل، متسائلة إن كان لديه هدف أعمق من مجرد القتل.
“كلما قرأنا رسائله، كلما ازداد غموضه. هل القاتل فعلاً يسعى لنقل رسالة؟” قال كريم وهو يطالع أحد المقالات الصحفية.
رائد شعر بضغط متزايد كان يعرف أن هناك شيئًا أكبر من مجرد جريمة قتل.
القاتل كان يطرح أسئلة عميقة حول الحياة والموت، وكان يعرضها بطريقة مشوهة من خلال أفعاله كان يحاول أن يُجبر المجتمع على مواجهة مخاوفه من العدمية.
“أنا لا أرى هذا القاتل كفيلسوف،” قال رائد وهو ينظر إلى الصورة الأخيرة للجثة “هو ببساطة يستغل أفكار الفلاسفة لخلق فوضى لكن لا بد أن هناك شيئًا وراء هذه الأفكار.”
في تلك اللحظة، أدرك رائد أن القاتل قد يكون يسعى لتحقيق أكثر من مجرد إثارة الرعب ربما كان يريد أن يُغير الطريقة التي يفكر بها الناس حول الحياة والموت لكن كيف يمكن أن يوقف هذا الجنون؟
يتبع ….
