
بقلم احمد شتيه
باحث فى الشأن الاستراتيجي والامن القومى
في تطور صادم يعكس تصاعد التوترات الأمنية والدبلوماسية حول العالم، شهدت العاصمة الأميركية واشنطن حادثاً خطيرا راح ضحيته اثنان من موظفي السفارة الإسرائيلية، في عملية توصف بأنها “محترفة ومقصودة”، الحادث، الذي وقع في منطقة قريبة من مبنى السفارة في ظروف لا تزال غامضة، أثار موجة من التساؤلات حول أبعاده الأمنية والسياسية، وتأثيره المحتمل على إسرائيل داخلياً وخارجياً.
المؤشرات الأولية من التحقيقات التي باشرتها الأجهزة الأمنية الأميركية، بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي، توحي بأن الحادث لم يكن اعتباطياً، بل يحمل بصمات تصفية منظمة ، اختيار الهدف (موظفون في السفارة)، والمكان (عاصمة الحليف الأقوى لإسرائيل)، والأسلوب (عملية دقيقة دون ضحايا من المدنيين)، كلها عوامل تشير إلى رغبة في توجيه رسالة مباشرة لإسرائيل في توقيت بالغ الحساسية.
على المستوى السياسي، يأتي الحادث في ظل احتقان إقليمي متزايد بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وجنوب لبنان، ووسط حالة من الغضب الشعبي في عدة عواصم عربية وغربية تجاه السياسات الإسرائيلية ، كما تتزامن العملية مع تصاعد الخطاب المناهض لإسرائيل في الأوساط الأكاديمية والإعلامية الغربية، ما يعزز فرضية أن الجانى أراد إيصال رسالة مزدوجة: الضغط والانتقام.
في الداخل الإسرائيلي، يمثل هذا الحادث ضربة قوية للأجهزة الأمنية التي طالما تباهت بقدرتها على حماية مصالح إسرائيل ورعاياها في الخارج ، التساؤلات تتزايد في تل أبيب حول فشل التنسيق الأمني مع الولايات المتحدة، الدولة التي تعتبرها إسرائيل الساحة الأكثر أماناً لتحركاتها الدبلوماسية.
وسائل الإعلام العبرية لم تخفِ توتر الحكومة، حيث دعت المعارضة إلى مساءلة الأجهزة الأمنية عن “الثغرات الاستخباراتية” التي سمحت بوقوع الحادث، خصوصاً في ظل تحذيرات سابقة من استهداف بعثات إسرائيلية في الخارج.
من الجانب الأميركي، فإن الحادث يشكل إحراجاً للأمن القومي الأميركي، ما قد يدفع واشنطن إلى اتخاذ إجراءات أمنية أكثر تشدداً في حماية البعثات الأجنبية، خاصة تلك التابعة لحلفائها في الشرق الأوسط. كما قد يؤدي الحادث إلى توتر في العلاقات إذا ما تبين وجود تقصير أميركي في تأمين الموظفين.
دولياً، ستراقب العديد من الأطراف سواء كانت حليفة أو معادية لإسرائيل كيفية رد تل أبيب على هذا الهجوم ، فإذا قررت إسرائيل الرد بأسلوب عسكري أو استخباراتي، قد تفتح بذلك جبهة جديدة من التصعيد في أكثر من ساحة، وربما تؤدي إلى تداعيات خطيرة تمس الأمن الإقليمي
تتراوح السيناريوهات المحتملة بين التصعيد المحدود كعمليات سرية تستهدف المتورطين المفترضين وبين فتح جبهة جديدة في “الحرب الخفية” التي تخوضها إسرائيل مع خصومها ، في الوقت نفسه، قد يدفع الحادث إسرائيل إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الأمنية والدبلوماسية، وربما إعادة توزيع طواقمها في دول تعتبرها “غير آمنة”.
حادثة اغتيال موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن ليست مجرد جريمة جنائية، بل هي حادث سياسي وأمني من العيار الثقيل ، تداعياته ستتجاوز حدود العاصمة الأميركية، وقد تعيد خلط أوراق كثيرة في المشهد الدولي المعقد.
وبينما يترقب العالم نتائج التحقيق، تظل الحقيقة المؤكدة أن أمن البعثات الدبلوماسية بات في مهب رياح التوترات الجيوسياسية، التي لا تعرف حدوداً ولا حرماً.
ان حادث اليوم يعتبر بالغ الخطورة ليس فقط لان القتلى يتمتعون بالصفة الدبلوماسية او لانهم يحملون الجنسية الإسرائيلية او لان الحادث على الاراضى الأمريكية ولكن الاخطر من ذلك ، الجانى الحقيقى هل هو الشخص الذى تم القبض عليه والذى ظل يهتف قرابة ١٥ دقيقة فلسطين حرة ، ام ان الجانى هى الحكومة الإسرائيلية نفسها التى غذت الكراهية لها فى جميع دول العالم واهمها اراضى اكبر دولة داعمة لها بالسلاح والتى يرى الجميع انها الدولة الوحيدة القادرة على انهاء الحرب فى غزة فالجانى ليس من اطلق الرصاص ولكن من دفعه لذلك بقتله لاكثر من خمسين الف مواطن وغذى البغض لهذا الكيان الذى لا يعرف الا لغة الرصاص ولايرى معنى لكلمة سلام .